عقد المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي تانسيفت، أمس الاربعاء بتحناوت باقليم الحوز، اجتماعه السنوي برسم سنة 2022، بحضور نزار بركة وزير التجهيز والماء، حيث تم تقديم حصيلة منجزات الوكالة برسم السنة المالية 2022 وعرض الحالة الهيدرولوجية للموسم الحالي بالجهة، وكذا برنامجها برسم سنة 2023.
وشكل هذا الاجتماع مناسبة لتقييم السياسة المائية بجهة مراكش آسفي، في أفق تحقيق الأهداف المسطرة، الرامية إلى حسن تدبير وتنمية الموارد المائية، وإرساء تنمية مستدامة تعود بالنفع على ساكنة الحوض، وفرصة لعرض تقرير افتحاص حسابات وكالة الحوض المائي لتانسيفت برسم السنة المالية 2021، وتقديم مشروع المخطط التوجيهي للهيئة المندمجة لموارد المياه بأحواض تانسيفت وأقصوب – إيكوزولن.
وخلال هذا الاجتماع، الذي عرف حضور كل من كريم قسي لحلو والي جهة مراكش- آسفي، عامل عمالة مراكش، وسمير كودار رئيس مجلس الجهة، وعمال أقاليم الحوز، وقلعة السراغنة واليوسفية والرحامنة، تمت المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية لحوض تانسيفت، كما تمت المصادقة على عدد هام من الاتفاقيات، تهم عدة مجالات، وعلى الخصوص الإجراءات المستعجلة بالحوض، واستغلال المياه الجوفية، علاوة على الحماية من الفيضانات ومعالجة المياه العادمة وإعادة استعمالها.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد نزار بركة وزير التجهيز والماء على أهمية التدبير المندمج والتشاركي للموارد المائية على مستوى حوض تانسيفت لمواجهة التحديات المطروحة، مبرزا أن التراكمات المعرفية والخبرة، التي اكتسبها المغرب في تدبير الموارد المائية، مكنت من تأمين خدمات الماء الشروب بدون انقطاع رغم الزيادة في الطلب المائي، كحوض تانسيفت.
وأوضح بركة أن مجهودات الحكومة متواصلة على كافة المستويات لمعالجة إشكالية الماء في كل أبعادها، مذكر، في هذا الاتجاه، بأن الواردات المائية بسدود الحوض بلغت، في الفترة الممتدة ما بين فاتح شتنبر 2022 و27 فبراير 2023، ما حجمه 62 مليون مربع، بالرغم من التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة مؤخرا، أي بعجز يقدر ب 69 في المائة مقارنة مع المعدل العادي للفترة نفسها من السنة.
وأشار الى أن كلفة الإجراءات الاستعجالية على مستوى هذا الحوض بلغت 522 مليون درهم، حيث مكنت الى حد الآن من توفير صبيب إضافي لمدينة مراكش يناهز 600 لتر في الثانية، انطلاقا من سد المسيرة، ومن استغلال المياه الجوفية.
وشدد بركة على مواصلة تقديم الدعم المالي والتقني لوكالة الحوض المائي لتانسيفت لإنجاز العمليات المستعجلة والظرفية لتوفير مياه الشرب على مستوى الحوض، فضلا عن تعميم استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي ملاعب الغولف والمساحات الخضراء بمدينة مراكش.
وفي هدا الصدد، أوضح وزير التجهيز والماء، أنه يجري حاليا، في إطار التخفيف من الضغط على الموارد المائية الاعتيادية، تعميم استعمال المياه العادمة المعالجة، لسقي ملاعب الكولف والمساحات الخضراء بمدينة مراكش، مضيفا أنه سيتم خلال هذه السنة وضع عدادات على الأثقاب والآبار المتواجدة بها، بهدف الحد من الاستغلال غير المسؤول للفرشة المائية الحوز مجاط.
وشدد الوزير على أهمية الماء الاستراتيجية كونه أحد الدعائم الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، مشيرا إلى المنجزات الهامة في مجال الماء، بفضل السياسة المائية الحكيمة المعتمدة، والتي مكنت المغرب من تخطي فترات جفاف صعبة شهدتها جل الأحواض المائية.
وذكر الوزير بالظروف المناخية الصعبة التي تشهدها هذه المنطقة، والعجز المسجل في التساقطات المطرية، على مستوى الحوض المائي لتانسيفت، خلال السنة الهيدرولوجية 2021-2022، مشيرا الى أن حوض تانسيفت اتسم ،خلال السنة المنصرمة، بمواصلة إنجاز أشغال سدي آيت زيات بإقليم الحوز، وبولعوان بإقليم شيشاوة.
وخلص الى أن التدبير المندمج للسدود الكبرى بين حوضي أم الربيع وتانسيفت، مكن من تجاوز عجز مياه الشرب لمراكش الكبرى، مؤكدا أن الوزارة تواصل تفعيل مضامين الاتفاقية المبرمة بخصوص حوض تانسيفت مع كل القطاعات المعنية.
