“سير بالنية… راك درتي خدمة نقية” تتحول إلى شعار دعائي يخفي فشل سياسات الأحرار

“سير بالنية… راك درتي خدمة نقية” تتحول إلى شعار دعائي يخفي فشل سياسات الأحرار
حجم الخط:

رغم محاولة حزب التجمع الوطني للأحرار تحويل عبارة “سير بالنية… راك درتي خدمة نقية” إلى شعار تعبوي جديد خلال تجمع مديونة، فإن هذا الخطاب الاحتفالي يبدو بعيداً كل البعد عن واقع التدبير الحكومي تحت إشراف عزيز أخنوش. فاللافتة التي رفعها مناضلو الحزب توحي بوجود “خدمة نقية”، بينما المعيش اليومي للمغاربة يعكس عكس ذلك تماماً: غلاء متواصل، تدهور في الخدمات الأساسية، وعجز عن تحقيق الوعود التي جعلت الحزب يتصدر انتخابات 2021.

أخنوش، الذي تحدث أمام آلاف المناضلين عن “رؤية واضحة” و“مغرب الحلول”، اكتفى بإعادة تدوير خطاب الإنجازات دون أن يقدم تقييماً صريحاً أو اعترافاً بإخفاقات حكومته. فبدل الإجابة عن الأسئلة الحقيقية التي تؤرق المواطنين—من التعليم إلى الصحة مروراً بارتفاع الأسعار—فضّل رئيس الحكومة الترويج لمسار سياسي يزداد انفصالاً عن الواقع.

اللافت في تجمع مديونة أن الحزب ما زال يتصرف كأنه في حملة انتخابية دائمة، يرفع الشعارات ويصنع الأجواء، بينما الأزمات المتراكمة لا تجد حلولاً عملية. وإذا كان أخنوش يرى في الحشد الكبير دليلاً على نجاحه، فإن المغاربة يقيسون النجاح بقدرتهم على العيش بكرامة، لا بعدد الحاضرين في مهرجان حزبي ولا بشعارات من قبيل “سير بالنية”.

وفي الوقت الذي يطالب فيه الحزب بمواصلة “المسار”، يتساءل المواطنون عن حصيلة هذا المسار أصلاً: أين تحسن الدخل؟ أين فرص الشغل؟ أين إصلاح التعليم؟ وأين الوعود التي رُفعت باسم “الدولة الاجتماعية”؟ الجواب لا يزال غائباً رغم سنوات من التفويض الشعبي.

ما يحصل اليوم هو أن حزب الأحرار يحاول تغطية أزمة سياسية واجتماعية حقيقية باللافتات والهتافات، بينما الواقع يفرض على أخنوش التخلي عن لغة التمجيد والانتقال إلى لغة المحاسبة. فالمغاربة لا يحتاجون شعارات “خدمة نقية”، بل يحتاجون حكومة تتحمل مسؤوليتها أمامهم، لا أمام جمهور حزبي يُصفّق دون أن يسأل.