افتتحت مساء الأربعاء، فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من “معرض مسقط الدولي للكتاب” الذي يحتضنه مركز عمان للمعارض والمؤتمرات بالعاصمة العمانية مسقط، بمشاركة مغربية وعربية كبيرة، وحضور جماهيري لا بأس به في اليوم الأول من هذا الموعد الثقافي السنوي الذي يستمر إلى غاية الثاني من شهر مارس المقبل.
بزي تقليدي عماني، أشرف كل من محمد بن سعيد العمري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطنة الخليجية، وعبد الله ناصر الحراصي، وزير الإعلام، على الانطلاق الرسمي لهذا المعرض الذي تراهن الحكومة العُمانية على تصدره مشهد معارض الكتاب العربية على المستوى الدولي وجعله محطة سنوية لتلاقح الثقافات والأفكار ونشر العلم والمعرفة.

وأجرى المسؤولان الحكوميان جولة تفقدية في أبرز أجنحة المعرض البالغ عددها أكثر من 1230 جناحا، حيث قُدمت لهما شروحات حول أبرز المنشورات والمعروضات، كما أجريا زيارة إلى رواق “مجلة نزوى الثقافية” الصادرة عن وزارة الإعلام في هذا البلد الخليجي، التي يُحتفل بها في هذه التظاهرة الثقافية بمناسبة مرور ثلاثة عقود على إطلاقها في سنة 1994.
وكانت “محافظة الظاهرة” العمانية هي ضيف شرف النسخة الحالية من معرض مسقط الدولي للكتاب، التي خصص لها جناح خاص لتعريف الزوار بتاريخها الفكري والحضاري وأبرز الإنتاجات الإبداعية لأبنائها.

كما عرفت دورة هذه السنة مشاركة 34 دولة، من ضمنها المغرب والإمارات والسعودية وتونس ومصر وفلسطين، إضافة إلى دول غربية، أبرزها المملكة المتحدة وألمانيا، إضافة إلى مشاركة أزيد من 847 دارا للنشر، 676 منها تشارك بشكل مباشر و171 بشكل غير مباشر عن طريق التوكيلات.
وحسب المعطيات التي توصلت بها جريدة جريدة النهار الإلكترونية من إدارة المعرض، فإن إجمالي عدد العناوين والإصدارات التي تعرضها أورقة هذا الأخير يبلغ أكثر من 622 ألف إصدار، منها أزيد من 268 ألفا باللغة العربية، و204 آلاف باللغات الأجنبية، كما تضم المعروضات قرابة 36 ألف إصدار حديث.

وتشارك المملكة المغربية في هذا المعرض مُمثلة بست دور للنشر، فيما استحوذت جمهورية مصر العربية على حصة الأسد بما مجموعة 128 دارا للنشر، متبوعة بالدولة المنظمة التي تشارك بـ 104 دور للنشر، في وقت تراهن فيه إدارة المعرض على بلوغ عدد قياسي من الزوار مقارنة بالأعوام السابقة.
ويضم برنامج الدورة الثامنة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب حزمة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، على غرار الأمسيات الشعرية والعروض المسرحية والندوات والجلسات الحوارية والنقاشية التي ستتناول مجموعة من المواضيع، أبرزها القضية الفلسطينية، ومستقبل الرواية العربية، إضافة إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعات الثقافية، ومواضيع أخرى، مع حضور بارز للأنشطة الموجهة للأطفال.

وكانت النسخة الماضية من هذه التظاهرة قد عرفت مشاركة 32 دولة و826 دارا للنشر. وتُراهن سلطنة عمان على مثل هذه التظاهرات والمعارض من أجل التعريف بثقافتها وتاريخها وتراثها الحضاري والفكري للعالم الخارجي، والتموقع في المشهد الثقافي العربي والعالمي.
