موسم 2025 للتمور المغربية يبشر بوفرة وجودة عالية بعد سنوات الجفاف

مع إطلالة موسم جني التمور في عدد من المناطق المغربية، التي تصل ذروتَها شهر شتنبر من كل سنة، لم يُخف مهنيون مغاربة في سلسلة إنتاج وتسويق وتثمين التمور، خاصة في مناطق الواحات، “تفاؤلهم الكبير بموسم 2025″، متوقعين “إنتاجا وفيرًا وجودة عالية، بعد سنوات صعبة تميزت بجفاف حاد أثر سلبًا على المردودية وأدى إلى تراجع جودة المحاصيل”.

ويستعد عدد من المهنيين في القطاع، ولاسيما في أقاليم الجنوب الشرقي للمملكة، لاستقبال تباشير موسم للجني “ليس كسابقيه”، حسب ما استقته جريدة جريدة النهار من معطيات متطابقة؛ تؤكد حدوث “ارتفاع لافت للإنتاج” هذا الموسم، فيما أشار بعض المهنيين إلى “نسبة زيادة مرتقبة قد تصل إلى 50 في المائة”.

إعلان موسم 2025 للتمور المغربية يبشر بوفرة وجودة عالية بعد سنوات الجفاف

تميّز الوفرة والجودة

عبد البر بلحسان، رئيس الفيدرالية المغربية لتسويق وتثمين التمور وعضو الفيدرالية البيمهنية الوطنية لسلسلة التمور (Maroc Dattes)، أكد معطى “مساهمة الارتفاع المسجل في درجات الحرارة، خاصة في عدد من مناطق الواحات، في بدء نضوج التمور المحلية”.

وقال بلحسان مصرحا لجريدة جريدة النهار: “بالنسبة لموسم 2025 يعلّق الفلاحون في مناطق الواحات آمالاً كبيرة على أن يكون الإنتاج متميزًا من حيث الوفرة والجودة”، مضيفا: “كما هو معلوم فقد عانت هذه المناطق في السنوات الماضية من جفاف حاد دمّر جزءا كبيرا من الواحات وأثر سلبًا على الإنتاجية، ما انعكس على جودة التمور التي تراجعت بشكل ملحوظ”.

واستدرك المتحدث ذاته: “غير أن الموسم الحالي، وبفضل التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة العام الماضي، يُظهر مؤشرات إيجابية، حيث نلاحظ وفرة في الإنتاج، وعودة بعض الأصناف التي كانت غائبة عن السوق المغربية، فضلًا عن جودة أكبر تبشّر بالخير حتى الآن”.

وبالنسبة للمهنيين، سواء من الفلاحين المنتجين أو العاملين في مجاليْ تجارة وتثمين التمور، أبرز المهني رئيس الفدرالية سالفة الذكر أن “ثمة تفاؤلا سائداً بأن الموسم سيكون جيدًا”، وتابع: “وقد شرعت محطات التعبئة والتخزين في الاستعداد بكامل طاقتها، كما أن المجموعات ذات النفع الاقتصادي – التي يُعوَّل عليها في استقبال منتجات صغار الفلاحين وتسويقها – جاهزة لمواكبة هذه المرحلة”.

وخلص المصرح مطمئنا إلى أن “المستهلك المغربي سيكون أمام تمور مغربية 100%، بجودة عالية وبأسعار مناسبة”، مستحضرا أن “بوادر الموسم تبدو واعدة، وقد بدأت مع انطلاق جني بعض الأصناف المبكرة، وخلال الأسابيع القليلة المقبلة ستبدأ عملية الجني الفعلية على نطاق واسع، لتصل التمور المغربية إلى المستهلك المحلي بكميات وفيرة”.

“موسم واعد”

من جانبه صرّح فؤاد أجدير، مهني مكلف بشق التسويق في إحدى التعاونيات ذات النفع الاقتصادي للتمور بإقليم فجيج، بأن المهنيين بصدد تباشير موسم للتمور متميز وواعد (..) ومن الواضح أنهم يترقبون زيادة في الإنتاج والمردودية تناهز حوالي النصف مقاربة بموسم الجني في خريف السنة المنصرمة”.

وأورد الفاعل في القطاع، متحدثا لجريدة جريدة النهار، أن “التساقطات المطرية التي شهدتها مناطق الواحات طيلة فترات شتاء وربيع الموسم الماضي ساهمت بشكل ملموس في تحسين الوضع”، مؤكدا أن “الإنتاج سيكون وفيراً، خاصة في الأصناف المحلية بمنطقة فكيك المعروفة بنوع خاص من تمور، كـ’أزيزا’ و’الفْكّوس’ وغيرهما…”.

وتابع المتحدث: “ما يبشّرنا كمهنيين بموسم واعد فعلا هو ملاحظة وفرة في بعض الأصناف من التمور المحلية التي كانت قد شهدت نقصا في إنتاجيتها عن السوق المغربية في السنوات الأخيرة، ما أدى حينها إلى ارتفاع في سعر بيعها”، مفيدا بأن “اكتمال الغلّة وتكثير المردودية يظل في حاجة إلى تساقطات مطرية معتدلة وليست طوفانية كما حدث الموسم الفائت”.

وختم المهني ذاته بأن “نسبة الزيادة العامة في المردودية وإنتاج التمور هذه السنة يتوقع أن تكون بحوالي 50 في المائة أو أكثر بقليل، حسب نوعية الأصناف ومناطق وظروف الإنتاج وكذا عوامل المناخ”.

زر الذهاب إلى الأعلى