أسدل الستار بمدينة أكادير، على أشغال النسخة السادسة للمهرجان الدولي بإفريقيا للكاريكاتير المنظم تحت شعار “الذكاء الاصطناعي صديق أم عدو للإنسان؟”.
المهرجان، الذي تسهر على تنظيمه سنويا الجمعية المغربية للكاريكاتير بشراكة مع الأسبوعية الساخرة باللغة الفرنسية “لوكانار أنشينيه” Le Canard Libéré. ، تميزت دورته الأخيرة بتنظيم العديد من الأنشطة الفنية والثقافية؛ منها معرض للكاريكاتير، وندوات، وورشات في الكاريكاتير.
الكاريكاتوريست ناجي بناجي، مدير المهرجان للمهرجان الدولي بإفريقيا للكاريكاتير، أشاد بالظروف المشجعة التي تم فيها التحضير للنسخة السادسة من المهرجان التي جاءت ثمرة الجهود المبذولة من مختلف الشركاء والداعمين والمديرية الجهوية للثقافة بجهة سوس ماسة، مؤكدا على أهمية الموضوع المحوري لدورة هذا العام والمتعلق بـالذكاء الاصطناعي.
وأضاف بناجي، في تصريح لجريدة النهار، أن المهرجان عرف مشاركة أزيد من 370 فنانا ينتمون إلى أكثر من 130 دولة من القارات الخمس؛ على رأسهم الفنان والإعلامي بجريدة أكتوبر المصرية مرسي فوزي، والفنان السينغالي عمرو دياكيتي، والفنان البرتغالي بيدرو ريبيرو فريرا، بالإضافة إلى فنانين وفنانات من المغرب.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن المهرجان عرف تكريم الفنان حميد بوهالي، أحد أعمدة الكاريكاتير بالمغرب، والذي عرف بشعبيته الواسعة وسط محبي فن الكاريكاتير أواسط السبعينيات والثمانينيات، والتي كانت تتابع أعماله الساخرة عبر صفحات جرائد “أخبار السوق” “أسبوع الضحك” و”التقشاب”.
وأشار مدير المهرجان للمهرجان الدولي بإفريقيا للكاريكاتير إلى الحاضرين تابعوا، بعد كلمة بليغة ومعبرة للمحتفى به المبدع بوهالي حميد، شريطا توثيقيا تناول جوانب من مساره الإبداعي المتميز، تلته شهادتان للناقد التشكيلي إبراهيم الحَيْسن والصحافي والكاتب الساخر عبد المجيد الحمداوي اللذين عبرا عن المكانة الإبداعية للمحتفى به وعن مساره الحافل بالعطاء، وكذا ريادته في مجال الرسم الكاريكاتيري إلى جانب نخبة من الرسامين المغاربة الأوائل المتميزين.
وتابع الناجي أن المهرجان عرف توزيع جوائز على الفائزين في المسابقة الدولية، كما جرى تسليم جوائز شرفية على عدد من الفنانين المشاركين. كما تم تقديم هدية من الفنانة التشكيلية فاطمة الزهراء للمنسق العام للمهرجان هشام خليفي.
وأبرز المتحدث أن المبادرة عرفت كذلك تنظيم لقاء مع طلبة جامعة ابن زهر، في إطار المهرجان الجامعي التربوي للثقافة والفنون في دورته الثالثة، المنظم تحت شعار “تدريس الفن وعبر الفن بعصر التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي”، حضره رئيس المهرجان الطلابي هشام خليفي، الذي ألقى عرضا بالمناسبة إلى جانب بعض أساتذة التعليم العالي. كما تم تنظيم معرض فني داخل “فيلا للفنون” الواقع بالدشيرة ضواحي أكادير، ضم أعمالا كاريكاتيرية لفنانين محليين ودوليين.
واختتم الناجي بناجي تصريحه بالتأكيد على أن المشاركين ضيوف المهرجان قاموا بزيارة للمركز الثقافي محمد أبزيكا بآيت ملول، من أجل تنشيط ورشات فنية لفائدة الأطفال وتوزيع الجوائز على المتفوقين في المسابقة التي نظمها المهرجان في فئة الأطفال.
من جهته، نوه محمد حمو، المدير الجهوي للثقافة بجهة سوس ماسة، بتجربة المهرجان مشيدا بأهمية المواضيع التي يتطرق إليها ويعالجها بالريشة والقلم والرسم الهادف وكذلك بقيمة الفنانين والضيوف المشاركين، معتبرا في الوقت نفسه أن مثل هذه الأنشطة الإبداعية الجادة ستسهم لا محالة في تعزيز وتنويع البرامج والمبادرات النوعية الرامية إلى تنشيط الساحة الفنية والإبداعية بالجهة، إلى جانب مبادرات أخرى جادة وهادفة.
