
صادرات “صناعة السلال” تشهد النمو
كشف التقرير الأخير الصادر عن “دار الصانع” عن الصعود اللافت لمنتجات صناعة السلال المغربية (La vannerie marocaine) في الأسواق العالمية، حيث يجمع هذا القطاع التقليدي بين الحرفية التراثية واللمسة العصرية، ويعرف اهتماما متزايدا من حيث الأداء التجاري والحضور الرقمي.
وأكد التقرير ذاته، الذي تتوفر عليه جريدة النهار، نموا مستمرا في صادرات منتجات صناعة السلال المغربية خلال السنة الماضية؛ إذ بلغت قيمتها حوالي 101.8 مليون درهم، أي ما يعادل 9 في المائة من إجمالي صادرات قطاع الصناعة التقليدية، وفقا لبيانات المرصد الوطني للصناعة التقليدية، موضحا أن هذه السلسلة سجلت نموا سنويا متوسطا قدره 6.9 في المائة بين 2019 و2024، مما يؤكد أهميتها المتزايدة في الاقتصاد الحِرفي المغربي.
وتعد إسبانيا، حسب التقرير الجديد، السوق الرئيسية لصناعة السلال المغربية بنسبة 33 في المائة من الصادرات، تليها فرنسا (19.5 في المائة)، ثم الولايات المتحدة الأمريكية (13.6 في المائة)، إلى جانب تواجد ملحوظ في ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا واليابان.
وأوضحت الوثيقة الصادرة عن كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن صناعة السلال المغربية تحظى بحضور رقمي متزايد على مواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي؛ إذ تم تسجيل أكثر من 41 ألف إشارة إلى الصناعة المذكورة بين ماي 2024 ويناير 2025، منها 3100 إشارة تتعلق مباشرة بـ”صناعة السلال” المغربية، بحسب منصة الرصد الرقمي “Digimind”، فيما تعد منصة “إنستغرام” المصدر الأول لهذه الإشارات بنسبة 56 في المائة، مع جمهور يقدر بأكثر من 11 مليون شخص.
وأظهرت دراسة لـ 900 مراجعة من الزبائن على منصات مثل “Etsy” و”Amazon Handmade” و”Bohemia Design”، أن 91 في المائة من الآراء إيجابية، مع تقييم متوسط بلغ 4.6 من 5، فيما جاء التصميم وجودة الصناعة وخدمة الزبائن من أبرز العناصر التي نالت استحسان المشترين، حيث تصدر المشهد الحقائب المصنوعة يدويا من القشّ المغربي لما تتميز به من طابع فني وأصيل.
وبينت الدراسة أن 80 في المائة من منتجات صناعة السلال المعروضة للبيع عبر الإنترنت تأتي من بائعين متمركزين بالمغرب، خاصة في جهة مراكش-آسفي، ما يعزز مكانة المملكة كمرجع عالمي في هذا المجال الحرفي، علما أن هذه الصناعة رسخت حضورها بقوة في عدد من المعارض الدولية البارزة، مثل مهرجان صناعة السلال بـ”فالابريغ” (فرنسا)، ومعرض “فيرا ديل سيستيل” ببلدة سالت (إسبانيا)، ومعرض “لايختنفيلس” بألمانيا، فيما تشكل هذه التظاهرات منصات هامة للترويج للمنتجات المغربية وتبادل الخبرات مع فنانين من مختلف دول العالم.
يشار إلى أن صناعة السلال المغربية تبرز كخيار مثالي في ظل توجه المستهلك العالمي نحو المنتجات الأصيلة والمستدامة، مدعومة بإرث ثقافي غني، وابتكار دائم، وحضور رقمي قوي، ما يجعلها ركيزة محورية في إشعاع الصناعة التقليدية المغربية عالميا.