سلك الفنان المغربي نعمان بلعياشي، منذ بداياته الفنية، مسارا فنيا استثنائيا، عكس من خلاله موهبته التي اكتشفها الجمهور قبل أكثر من عشر سنوات؛ فانطلاقا من تقديم أعمال على شكل “كوفر” عبر منصات التواصل الاجتماعي وصولا إلى طرح فيديو كليبات خاصة وأغان شبابية جديدة تواكب عصر الأغنية المغربية، استطاع ابن تطوان إبراز نفسه ليبصم اسمه اليوم ضمن نجوم الصف الأول بالمغرب.
نعمان بلعياشي حل ضيفا على جريدة جريدة النهار في حوار خاص، تحدث من خلاله عن مشوار فني يمتد لأزيد من عقد من الزمن، ذكريات البدايات، تفاصيل أول ألبوم غنائي سيعانق به السنة الجديدة إضافة إلى مواضيع أخرى.
كيف يمكن أن تلخص مسار أزيد من عشر سنوات في عالم الفن؟
انطلقت سنة 2008، وبعد ثلاث سنوات طرحت أول سينغل خاص بشكل احترافي؛ لكن خلال سنة 2016 مع أغنية “حوصولي عليها” اكتسبت ثقة أكبر في نفسي والمحيط الذي كان معي ساعدني كثيرا لأصبح ما أنا عليه اليوم في سنة 2023 الحمد لله.
هل كان درب النجاح سهلا والطريق معبدة في وجه نعمان بلعياشي؟
صراحة لا يوجد أي شيء سهل في هذه الحياة؛ فعندما أستيقظ في الصباح أول شيء أفكر فيه هو كيف سأتم يومي وأخلق أفكارًا جديدة في الموسيقى، سواء من ناحية فكري كإنسان أو كفنان.. وقد اشتغلت على هذا الأمر كثيرا، والمشوار الفني يختلف؛ فمرات تكون في القمة ومرات أخرى متوسط أو تفشل.. لكن هذا لا يمنع بأن يشتغل الإنسان ويستمر في العطاء.
ما هي الدروس التي تعلمتها واستخلصتها من عالم الفن، منذ بداية مشوارك الفني لليوم؟
الكثير من الدروس؛ لكن المهم الذي أراه هو أن يركز الإنسان على نفسه بالضبط وعلى مشواره فقط، وأن يكون محيطه جيدا وإيجابيا ويتجنب الاختلاط، وأن يكون له مجمعه الخاص.
ما هو العمل الذي ترى أنه فتح لك أبواب الشهرة والنجومية وصنع اسمك في الساحة الفنية المغربية؟
أغنية “مادامتي” هي التي قربتني من الكثيرين وجعلت الجمهور يتعرف علي داخل وخارج المغرب، وكانت سببا في انتشاري الحمد الله؛ وهو العمل الذي أعتبره الأقرب إلى قلبي، لأنني كتبته ولحنته بنفسي وله طابع خاص لدي.
ما هي ذكرياتك مع أول لقاء فعلي مع الجمهور فوق خشبة مسرح كبير؟
صراحة لا أتذكر كثيرا؛ لكن يمكن أن أقول إن أول سهرة قدمتها في مهرجان “المضيق” بحضور خيالي وقياسي وحفاوة الاستقبال والحب والدفء الذي لمسته من الجمهور جعل ذلك اليوم مميزا بالنسبة لي، وكذلك حفل آخر له طابع خاص لدي أحييته خارج المغرب في أمستردام وشهد حضور جماهير غفيرة تفاعلت مع جميع مع قدمته وظل ذلك راسخا في ذهني لليوم.
هل خطوة إطلاق ألبوم غنائي بعد سنوات من الاحتراف جاءت متأخرة أم هي استراتيجية اتبعتها؟
أرى أن هذا هو الوقت المناسب، فكلما طورت من نفسك موسيقيا وقمت بكسب ثقة وتجربة في المجال الفني أحسن من إطلاق ألبوم بعد نجاح أول أغنية.
وأنا في هذه الفترة مستعد ذهنيا وموسيقيا لتقديم ألبوم غنائي متكامل، وأوفر مستوى جميلا من الأعمال للجمهور لكي يستمتع بها.
حدثنا عن تفاصيل ألبومك الأول الذي اخترت عنونته بـ”حياتي”..
الألبوم بعنوان “حياتي” وهو نفس عنوان أول أغنية منه، ومن سيسمعها قد يرى أنها حزينة؛ لكنها تكتسب طابعا إيجابيا، وتبعث رسائل أمل وتدعو إلى الإصرار والمحاولة.. فكل من يحاول سيصل لا محالة.
ما ردك على من اتهمك بالغرور في إحدى الفترات التي كنت تعيش فيها مرحلة كبرى من النجاح؟
صراحة ليست مسألة غرور؛ ولكن عندما يكون الإنسان يمشي بشكلٍ تدريجي في إحدى الفترات يجد نفسه في تجربة وعالم جديد عليه، فيظهر أن ذلك الإنسان قد تغير أو أصابه الغرور.. لكن هذا ليس صحيح؛ بل ذلك الإنسان يعيش أمرًا جديدا عليه يحاول التأقلم معه فقط.. لذلك، يجب على الشخص عدم الانسياق والحكم المسبق.
انطلاقا من تجربتك، ما هي نصيحتك للفنانين الصاعدين الذين يرغبون في شق طريقهم في عالم الفن؟
نصيحتي هو ألا يثق الإنسان كثيرا في الموسيقى، وأن يحاول أن يأخذ الموضوع بشكل إيجابي ويستمتع بها ويبتعد عن التجمعات غير المفيدة، وأن يختار بعناية محيطه الذي ينصحه ويساعده، وأتمنى أن يسهل الله على الجميع.
هل تؤمن بالصداقة الفنية أم بالمثل المغربي “خوك في الحرفة عدوك”؟
صراحة ليس لدي أعداء في المجال الفني ولدي زملاء فقط.. نلتقي ونجتمع، فتكون أجواء جميلة؛ لكن لم أمر من قبل بموقف يجعلني أحكم على هذا الأمر، فألتقي أصدقائي سواء زهير بهاوي أو الحر أو ريدوان أو غيرهم ونجلس مع بعضنا البعض بشكل عادي دون منافسة؛ فكل شخص ونمطه الذي يميزه وجمهوره الخاص.
هل تستعين بنصائح “ريدوان” وتستشير معه في خطواتك الفنية، خاصة بعد صلة القرابة التي أصبحت تجمعكما؟
نعم، ودائما؛ فقبل دخولي لإجراء هذا الحوار أيضا كنت أتحدث معه، ونحن على تواصل دائم ويجمعنا العمل ولدينا أغان كثيرة مع بعضنا؛ لكن بحكم الوقت ووجوده في دبي واستقراري هذه السنة بالمغرب لم نستطع إكمال المشاريع التي بيننا.. وصراحة في بعض الأحيان نكون نتبادل أطراف الحديث، فنجد أنفسنا داخل أستوديو التسجيل نشتغل على قطعة ما.. وفي الصيف، نقضي الشهرين مع بعضنا في العمل.
هل فصل حياتك الشخصية عن حياتك المهنية أزعجت جمهورك ومعجباتك؟
بالعكس، لقد تفهموا الوضع وتبقى حياة شخصية لا علاقة لها بالحياة المهنية؛ فما نعيشه في بيوتنا مع والدينا وأقاربنا ليس هو ما يوجد في الفن ولكل أمر ملذته الخاصة، وما أرغب في إيصاله هو أنني أفضل أن تبقى حياتي الخاصة ملك لي، وحياتي المهنية هي ملك الجميع من حق أي شخص أن ينتقدني فيها أو يعطي نصائح.
لدينا مصادر تفيد بوجود نقاش مع إدارة أمالك لضمك ضمن برمجة مهرجان موازين لسنة 2024، فما تعليقك؟
لا يمكنني الحديث عن أشياء لم أتعاقد عليها رسميا بعد؛ لكن يمكن القول إن شاء الله..
كلمة أخيرة
جمهوري شكرا كثيرا على الحب الذي تقدمونه لي والدفء الذي حظيت به منكم طيلة هذه المدة، وأعدكم أن سنة 2024 ستكون مختلفة إن شاء الله، فانتظروني في ألبومي الجديد حياتي.. وأشكر جريدة جريدة النهار على هذا الاستقبال والحوار الممتع.