
معرض يكرم الراحل الرتناني بالدار البيضاء
وجه بارز في مجال النشر فقده المغرب، كانَه عبد القادر الرتناني، الذي أغنى المكتبات العربية والفرنسية بمئات المنشورات في مختلف التخصصات، وذاع صيتُ دارِ نشره “ملتقى الطرق” التي أتمّت عامها الثلاثين في السنة الراهنة 2023.
و”تكريما للناشر المغربي عبد القادر الرتناني” بوصفه “أحد أبرز وجوه النشر المغربي الحديث”، تنظم مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والإنسانية بالدار البيضاء معرضا لنماذج من منشوراته، التي “تعكس شغفه بالكتاب وحيويته المهنية طيلة أربعة عقود”.
ويذكر المعرض أن الناشر المغربي الرتناني قد اكتشف جاذبية الكتاب في طفولته “بتأثير من والده الذي كان شغوفا بالقراءة”؛ ثم “بعد أنْ تلقّى تعليمه في مدارس البعثة الفرنسية بمدينة الدار البيضاء، سافر إلى فرنسا حيث دَرَسَ “تدبير المقاولات الزراعية” ثم العلوم الاقتصادية. وأسَّسَ، في العام 1981، شركة متخصصة في توزيع الكتاب الفرنكفوني بالمغرب “إيديف”، قبل أن يتوسع نشاطها إلى مجال النشر، ممتدا إلى عام 2007. وفي العام 1993، أسس دار “ملتقى الطرق” للنشر”.
وفضلا عن مئات العناوين في مختلف حقول المعرفة، ذكر المعرض أن الرتناني كان يرى أن أهم إصداراته “مجموعة (الكتب الجميلة) (beaux-livres)” التي قدرها بأزيد من 200 عنوان عن تاريخ المغرب وحضارته وتراثه المتعدد والغني في مختلف أوجه الحياة بالمملكة.
وسجل أيضا أن من مجموع الكتب التي نشرها الرتناني مثّلت اللغةُ الفرنسية 80 في المائة منها، وأغلبها من إنتاج مؤلفين مغاربة، وموضوعها الرئيسُ هو المغرب.
وركّز المعرض، الذي يقدّم نماذج من منشورات الناشر الراحل، على “إنجاز مهم” متمثّل في “إعادة طبع المجموعة الكاملة من (مجلة أنفاس) بصيغَتيها العربية والفرنسية، بالتنسيق مع مديرها المؤسس الشاعر عبد اللطيف اللعبي”، وتابع: “لعلّ مكمن هذه الأهمية هو القيمة التاريخية لمجلة أنفاس، التي تعكس “الحساسية الجديدة” لجيل من مثقفي المغرب؛ ولذلك فهي ذخيرة وثائقية غنية للباحثين في التاريخ الثقافي للمغرب في ستينيات القرن العشرين”.
وفضلا عن بيبليوغرافيا بعناوين المنشورات التي أشرف على إيصالها إلى الرفوف بلغت ثمانين صفحة، نشرتها مؤسسة آل سعود بالبيضاء رقميّا، فإن معرضها يقرّب من الزوار مختارات أصدرها بين سنوات 1981 و2023، قصد تمكين “المهتمين بصناعة الكتاب من الاطلاع على نماذج من مرحلة مهمة من تاريخ النشر والكتاب بالمغرب.