صدرت مؤخرا للأستاذ الجامعي والكاتب والحقوقي الدكتور خالد الشرقاوي السموني رواية جديدة بعنوان: “الخوف في زمن كورونا”، تتحدث عن الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية للوباء، وما صاحبه من حجر صحي وخوف وهلع بين الناس وآلام يومية وأخبار عن الإصابات والوفيات وغيرها.
وتعد رواية “الخوف في زمن كورونا” إسهاما جديدا في مجال أدب الأوبئة، ويحكي من خلالها الكاتب عن فترة كورونا التي تفاعل خلالها مع دار حوله من أحداث وأخبار تكاثرت وتناسلت، كما يحكي عن يوميات قضاها خلال فترة الحجز .
وتشكل الرواية قراءة جديدة ومختلفة لأوضاع العالم والتغيرات التي طرأت عليه بعد تفشى كورونا، وكيف شكّل هذا الفيروس تحديا خطيرا ومهما للبشرية وأدى إلى تغير أنماط التفكير في المجتمع على المستوى الاقتصادي والسياسي والعلمي؛ وبالأخص على مستوى العلاقات الاجتماعية، مشيرا إلى أن هذا التحدي وضع العالم أمام حقائق مخيفة، وأوضح مدى عجز البشر عن مواجهة هذا الفيروس، محذرا أيضا من أن الخوف والهلع والرعب من الفيروس أخطر كثيرا من الإصابة به.
ونجح السارد في مهمة توصيلِ النصِ إلى المسرود لهم، حين يتخذهم شركاء له في عملية إعادة إنتاج المسرود مرة أخرى، تماشيا مع مستوى القراءة التي يتميز بها كل واحد من المسرود لهم الذين تُشترط فيهم القدرة على استيعاب آليات تتبع وتوصيف الأحداث، والشخصيات، والزمان والمكان، وانصهار الكل في السرد القائم على عرض أحداث زمن السرد .
وتكشف القراءة المتمعنة والذكية لرواية “الخوف في زمن كورونا” عن الجوانب الداخلية والخارجية للشخصية المحورية، التي ستتضافر مع المكونات الأخرى للرواية. كما أن الكاتب أسند روايته إلى عناصر الفن الروائي في تصوير الوقائع والأحداث التي ذكرها؛ فيما ساهم مكون الخيال في استكمال النسيج الفني في العمل من جانب التطابق الفكري بين السارد والمؤلف.
وهكذا تتميز الرواية بخطاب لغتها البسيط (السهل الممتنع)، الذي لم يغلب عليه الخطاب الإخباري التصويري التوثيقي. كما أن الخيال ساهم بمفتاحية أكثر جمالية، تشد القارئ وتسهل عليه الاندماج التقمصي للوضع التي وصلت إليه وعاشته الإنسانية في زمن كورونا .
للإشارة فالكاتب خالد الشرقاوي السموني سبق أن صدرت له رواية بعنوان “سجناء في البحر”، عن أسرار وخبايا المعتقلات السرية بالمغرب، بجحيمها ورعبها خلال سنوات الرصاص؛ وعدت من طرف النقاد بمثابة سجل تاريخي للقمع والبطش ضد المعارضين السياسيين بالمغرب، كما سجلت معاناة المسجونين وهمجية الجلادين والسجانين.
