اهتز الرأي العام المحلي بجماعة تمزموط بإقليم زاكورة، على نبأ اختفاء خمسة تلاميذ بشكل جماعي ومفاجئ، مما شكل صدمة لأسرهم ولسكان المنطقة. وتعيش المنطقة حالة استنفار لأفراد عائلات المختفين وأصدقائهم والسلطات المحلية والأمنية، من أجل الوصول لأية معلومات أو معطيات تساعد في العثور عليهم.
المختفون تتراوح أعمارهم بين 14 و17 سنة، وأغلبهم يتابعون دراستهم بالمرحلة الإعدادية بالثانوية الإعدادية بن رشد، وهم تلميذان من دوار “تيغزى” وثلاثة تلميذات نزيلات بدار الطالبة يتحدرن من دوار “تملالت”.
وقد تركت تلميذتان ضمن مجموعة من خمسة تلاميذ اختفوا عن الأنظار منذ ليلة الخميس الماضي، رسالة مؤثرة كشفتا فيها عن أسباب قرارهما، الذي صدم عائلتيهما وسكان الدوار.
وجاء في الرسالة أنهما قررتا رفقة تلميذات أخريات الهجرة غير الشرعية بسبب ظروف عائلتيهما، حيث أشارت إحداهن إلى أنها قد أبلغت والدتها منذ فترة بنيتها في الهجرة.
وكتبت التلميذة “حليمة”، البالغة من العمر 14 سنة، “أمي، أطلب منك الصفح، بالرغم من أنك لا تعيرينني أي اهتمام، وتصرخين في وجهي، ولا تهتمي لأمري عندما أكون مريضة، وحاولت تزويجي رغما عني”.
وأضافت التلميذة المختفية، أنها أبلغت والدتها منذ مدة بأنها ستهاجر يوما، مضيفة “ها أنا الآن أفي بوعدي لك بالهجرة، وسأعود يوما ما يا أمي، سأشتاق إليك جميلتي وياوردتي سامحيني أرجوك إن أردتي، سأعمل وأعتني بنفسي وسأعود إليك يوما ما”.
أما المختفية “فاطمة”، فقد أشارت ضمن رسالتها إلى أنها قررت الهجرة رفقة تلميذات من دار الطالبة، كما طالبت هي الأخرى الصفح والمسامحة من عائلتها، مضيفة أنها لم تقرر الهجرة، لأن عائلتها تعاملها بسوء بل على العكس “أنتم أحسن أب وأحسن أم .. وأتمنى أن تعيشوا في سعادة يا أحسن عائلة”.
في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لجريدة “الصحراء المغربية” أن أحد المختفين ترك في بيته رسالة للأسرة يودعهم ويخبرهم أن ذاهب ليبحث لنفسه عن مصير أفضل بعد تعثره الدراسي دون أن يكشف المزيد عن وجهته.
كما تركت إحدى التلميذات المختفيات رسالة لأسرتها تطلب منها المسامحة وتخبرهم أنها قررت اتخاذ قرار الهجرة، وحينها قررت الأسر إبلاغ السلطات والدرك الملكي بواقعة الاختفاء.
وأكد مصدر مقرب لأحد التلاميذ المختفين، أن المختفيان صديقان يتصفان بالهدوء ويترافقان في أغلب الأوقات ولم تبدو عليهما أية تغيرات في سلوكاتهما أو تفكيرهما في الهجرة.
وتناشد الأسر كل من يتوفر على معلومات أو معطيات عن المختفيين والمختفيات، إبلاغ الأسر والسلطات للمساعدة في البحث عنهم لعودتهم إلى أحضان أسرهم.
