
الحكومة تستعرض حصيلة إحداث “ملاعب القرب” في المناطق القروية
محاوِلة إضاءة “مآل البروتوكول الخاص بإحداث ملاعب القرب بالعالم القروي وشبه الحضري”، أكدت معطيات رسمية حديثة لوزارة الاقتصاد والمالية “عملاً على تسريع وتيرة إنجاز البرنامج الخاص بإنجاز 800 ملعب للقرب من جهة، مع توسيعه”؛ بهدف “تلبية الحاجيات من البنى التحتية الرياضية في المناطق النائية والقروية وشبه الحضرية”.
وكشفت نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، ضمن جواب كتابي صدر منتصف يونيو الجاري، أنه لـ”تسريع وتيرة تنفيذ هذا البرنامج الحيوي، ونظرًا للأهمية القصوى التي توليها الحكومة لهذا المشروع، استدعت عمل قطاع الرياضة سنويًا، منذ السنة المالية 2022، على تخصيص اعتمادات مالية تناهز حوالي 500 مليون درهم سنويًا من موارد الصندوق الوطني لتنمية الرياضة، لتمويل البرنامج والرفع من وتيرة إنجازه”، مفيدة بأنها “ساهمت في انتهاء الأشغال بـ 543 ملعبا للقرب متم السنة المالية 2023، ما يمثل 68 في المائة من الملاعب المبرمجة في إطار البرنامج الأولي الخاص ببناء 800 ملعب”.
توسيع وتوزيع
وفق المعطيات التي تضمنها الجواب، الذي تتوفر جريدة جريدة النهار على نسخة منه، فإن “توسيع البرنامج المذكور أتاح برمجة ما يقارب 1855 ملعبًا للقرب إلى غاية 31 دجنبر 2023، موزعة على مختلف أقاليم المملكة، عبر إبرام اتفاقيات شراكة بين قطاع الرياضة والجماعات والمجالس الإقليمية ومجالس الجهة بمختلف ربوع المملكة، ولاسيما بالمناطق النائية منها”.
وتتوزع المشاريع المبرمجة في النسخة الموسّعة من البرنامج إلى “759 ملعبا للقرب في إطار ‘برنامج 800 ملعب للقرب’، شاملة مجموعة من الجماعات القروية وشبه الحضرية، لضمان تغطية أكبر؛ كما تتضمن 606 ملاعب للقرب ضمن البرنامج التكميلي الذي أطلقته الوزارة خلال السنة المالية 2022 وما قبل”؛ فيما “تمت برمجة 490 ملعبا للقرب إضافية في السنة المالية 2023 في إطار البرنامج التكميلي نفسه”.
وخلال السنة المالية 2024، و”لتوسيع شبكة ملاعب القرب”، أثارت وزيرة الاقتصاد والمالية انتباه النائب الاستقلالي طارح السؤال (العياشي الفرفار) إلى أنه “تم إبرام اتفاقية شراكة مع كل من جهة الدار البيضاء-سطات من أجل بناء 233 ملعبا للقرب خلال الفترة 2024-2025، وجهة الرباط-سلا-القنيطرة لإنجاز 150 ملعبا للقرب خلال الفترة 2024-2025؛ بالإضافة إلى اتفاقيتَي شراكة في طور التوقيع مع كل من جهة: طنجة-تطوان-الحسيمة من أجل بناء 56 ملعبا للقرب، وكذا درعة-تافيلالت لإنجاز 125 ملعباً للقرب؛ ليصل بذلك مجموع ملاعب القرب المبرمجة إلى ما يناهز 2419 ملعبا للقرب”.
ونبهت المسؤولة الحكومية، ضمن الجواب، إلى أنه “رغم المجهودات المبذولة من طرف قطاع الرياضة والشركاء يبقى تخصيص وتصفية الأوعية العقارية من أجل بناء هذه الملاعب من بين أبرز المعيقات التي يجب تجاوزها”، بتعبيرها.
البنى تُطور الرياضة
أقرّ جواب الوزارة المذكورة “أهمية كبيرة تكتسيها البنى التحتية الرياضية للقرب في تطوير الرياضة في المغرب وتوسيع قاعدة الاستفادة منها، من خلال إتاحة الفرصة للساكنة للاستفادة من الخدمات التي توفرها هذه المنشآت”، راصدا أن ذلك “يساهم في تشجيع الممارسة المنتظمة للأنشطة البدنية وفي دمقرطة الاستفادة من الأنشطة الرياضية لفائدة جميع فئات المجتمع”.
وبفضل توزيعها الجغرافي، تورد وثيقة الجواب الوزاري، “تسهّل البنى التحتية الرياضية للقرب دمج الرياضة في حياة المواطنين اليومية، ولاسيما الشباب منهم”، وخلصت إلى أن لها “دورًا محوريًا في توسيع فرص الولوج إلى الممارسة الرياضية”، محددة ذلك أساسا في “التغلب على العقبات الجغرافية والمالية”، ومنوهة إلى راهنيتها بحكم أنها “تسهم في كشف المواهب وتعزيز أنماط حياة أكثر نشاطاً خلال توفير مساحات آمنة لممارسة مختلف الأصناف الرياضية”.