الحسن بوغاض: هدفنا زرع جذور علوم الفضاء وتطويرها بالمغرب (حوار)

الحسن بوغاض: هدفنا زرع جذور علوم الفضاء وتطويرها بالمغرب (حوار)
حجم الخط:

خرجت المبادرة المغربية لصناعة الفضاء من رحم الجائحة وبالضبط من موقع الدردشة الصوتي كلوب هاوس الذي شهد قفزة نوعية إبان الحجر الصحي وما تبعه من تداعيات الأزمة الصحية، وكان ملاذا للشباب المغربي للاجتماع ومناقشة المواضيع الراهنة التي برزت مع جائحة كوفيد 19 – وجعلت من الإقبال على البحث عن حلول للتحديات المناخية والاجتماعية والاقتصادية والزراعية المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة أمرا لا مناص منه.

ومن هذا المنطلق، برزت فكرة إنشاء جمعية تضم شبابا من المهندسين والباحثين ورواد الأعمال يجمعهم شغف البحث  العلمي خاصة في مجال صناعة الفضاء،  هدفهم الأسمى غرس جذور علوم وصناعة الفضاء في نفوس الأجيال الصاعدة من أجل تغيير النظرة النمطية اللصيقة بعلوم الفضاء وإطلاعهم على مدى أهمية إدماج  هذه العلوم في المنظومة التعليمية بالمغربلدعم المتعلمين وتشجيعهم وتعريفهم على ما توفره من فرص مهمة لمهن المستقبل. 

في هذا الصدد، التقت «الصحراء المغربية » بالحسن بوغاض، أحد الأعضاء  المؤسسين للمبادرة المغربية لصناعة الفضاء للتعريف أكثر بهذه المنظمة وتسليط الضوء على أهدافها وطموحاتها والمشاريع التي نظمتها وحملت راية المغرب عاليا في
المحافل الدولية التي ترتكز على دراسة علوم صناعة الفضاء والبحث فيها. 

 

كيف تأسست المبادرة المغربية لصناعة الفضاء وما هي أهدافها وطموحاتها؟

جاءت فكرة إنشاء المبادرة المغربية لصناعة الفضاء من موقع الدردشة الصوتي  كلوب هاوس، حيث كنا نجتمع نحن ثلة من المهندسين والباحثين المتخصصين في مجال صناعة الفضاء من جميع أرجاء البلاد، لمناقشة أبرز مستجدات علوم الفضاء وما
توفره من حلول للعديد من التحديات البيئية التي يشهدها العالم خاصة بعد الأزمة الصحية، ومن خلال تقاسمنا الرؤية  نفسها حول مدى أهمية صناعة الفضاء وتطويرها بالمغرب، قررنا تنظيم عملنا والائتلاف جميعا داخل المبادرة المغربية لصناعة الفضاء لتقديم نموذج جديد وجريء يهدف أساسا إلى غرس جذور  هذه العلوم بالمغرب والتركيز على إدماج صناعة الفضاء في المنظومة التعليمية  بالبلاد، من أجل تغيير الفكرة النمطية اللصيقة بهذه الصناعة وعلومها وتمكين الجيل الصاعد من الاطلاع على ما توفره هذه الصناعة من فرص شغل مهمة تشمل علوم الهندسة وصياغة القوانين المنظمة للعمل في هذا المجال وكذا البحث العلمي في الزراعة وكيفية استخلاص البيانات من الأقمار الصناعية وتحليلها للحد من تلوث البحار.
ونطمح كذلك من خلال هذه المبادرة لتشريف المغرب ودفعه قدما في مجال  العلوم عبر تعميق التعاون الإقليمي والدولي في مجال التطبيقات السلمية لصناعة الفضاء ودعم التعلم في مجالات علوم التكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتشجيع الطلاب والشباب على البحث والدراسة في علوم الفضاء وتمكينهم من المشاركة في التظاهرات والمسابقات المحلية والدولية في مجال علوم الفضاء، سعيا منا إلى جعلهم قوة عاملة في مجال صناعة الفضاء المتعددة، تساهم في تطوير الحلول المعتمدة على التكنولوجيا الفضائية لمواجهة التحديات التي تعرفها عدد من القطاعات في مجال الصناعة والزراعة والصيد البحري.

 

ما هي المشاريع التي قدمتموها منذ تأسيس المبادرة المغربية لصناعة الفضاء؟

قمنا بالإعداد والإشراف على مشروع «مهاب » مع الجامعة الدولية بالرباط، وهو عبارة عن مفهوم جديد لموئل قمري مبني على هيكل متساوي الحركة قابل للنشر، يتم تصميمه ليلائم انسيابية الصواريخ الحية ونشرها لاحقا على سطح القمر بحجمها
النهائي بعد انفتاح الهيكل، شارك فيه أربعة طلاب من مدرسة هندسة الفضاء الجوي بالجامعة السالفة الذكر وكان مشروع تخرجهم شهر شتنبر الماضي، حيث أنجزوا أطروحة ماجستير بحثية لدراسة جدوى وتصميم مهاب بالاعتماد على تصميم لعمل
بحثي للدكتور نبيل سهير أحد أعضاء فريق المبادرة المغربية لصناعة الفضاء. كما حظينا بالمشاركة إلى جانب جمعية المغرب العلمي في تنظيم مخيم سباق الفضاء بتمنارت ضواحي مراكش، شهر غشت الماضي، لفائدة تلامذة السلك الثانوي بالمغرب المهتمين بعلوم الحياة والفيزياء والرياضيات، وهي مسابقة اعتادت جمعية المغرب العلمي على تنظيمها بشراكة مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية،  وتهدف إلى اختيار المجموعة التي ستظفر بمنحة دراسية مدفوعة التكاليف للسفر والمشاركة في مخيم
الفضاء الشهير في هنتسفيل آلاباما بالولايات المتحدة الأمريكية. وأبرز  ما قمنا به أخيرا هو منح الفرصة للتلاميذ المغاربة لتشريف المغرب في أول مشاركة للبلاد في تجربة علمية حية في المحطة الدولية للفضاء، حيث شارك بمشروع ،Exolab-Mor-01 في عملية إطلاق Exolab ، لقياس نمو النباتات بالعالم الخارجي، مع  شحنة فضائية تابعة للناسا على متن صاروخ SpaceX CRS-26 إلى  محطة الفضاء الدولية، وهي التجربة التي ستمكن الطلاب من المشاركةالفعلية في تجربة دولية حول استخلاص ثنائي أكسيد الكربون  وتأثير تغير شدة مجال الثقالة على نمو النباتات. فضلا عن ذلك، شاركنا  في تنظيم ورشة العمل الافريقية السادسة لجيل الفضاء، هذا الحدث الذي احتضنه المغرب لأول مرة ونظم بحرم الجامعة الدولية بالرباط،
وجمع الطلاب والمهندسين الشباب  والخبراء في صناعة الفضاء ن داخل وخارج القارة الإفريقية من أجل تقديم فرصة فريدة لقيادات المستقبل في قطاع صناعة الفضاء المتعددة لبناء علاقات قوية بشكل استباقي ومناقشة الأفكار والتحديات التي
تواجه القارة الإفريقية والتباحث حول الحلول التي تقدمها صناعة الفضاء لحل الإشكاليات المطروحة.

 

 معروف أن المشاريع العلمية خاصة صناعة الفضاء تتطلب تمويلات مهمة، كيف تدبرون هذا الأمر؟ 

منذ تأسيس المبادرة المغربية  لصناعة الفضاء ونحن نعتمد على مواردنا الذاتية لتمويل مشاريعنا،وهذا نابع من إيماننا الكبير بنجاعة العمل الذي نقوم به ومدى انعكاسه إيجابا على من سيحملون المشعل غدا وعلى مستقبل المغرب الزاخر بالطاقات والكفاءات الشغوفة بالتقدم والازدهار، غير أن تطوير العمل داخل المؤسسة من أجل تحقيق أهدافها المتمثلة أساسا في دمج علوم صناعة الفضاء في منهاج التعلم ودعم البحث العلمي في هذا المجال، يحتاج لشركاء محليين لدعم مشاريع المؤسسة في
سبيل استهداف فئات أوسع من الطلاب والتلاميذ المهتمين بالعلوم والتكنلوجيا والهندسة والرياضيات للاستفادة من الخدمات التي تقدمها المبادرة لتشجيعهم على الإقبال على صناعة الفضاء المتعددة والاطلاع على الخيارات المهنية التي توفرها.

 

أسماء إزووان