تعرض موقع جامعة القاضي عياض بمراكش، أمس الاثنين، للقرصنة من طرف مجهولين، بعد تمكنهم من الوصول إلى قاعدة البيانات الشخصية للطلبة المسجلين في نظام التغطية الصحية، في الوقت الذي ظل الطلبة يتساءلون عن الحماية القانونية للمعطيات الشخصية التي يتضمنها موقع الجامعة.
وأوضح الحسن احبيض رئيس جامعة القاضي عياض في اتصال بـ “الصحراء المغربية”، أن المصلحة التقنية بالجامعة تدخلت، فور التعرض لهذا الهجوم السبيراني، لتأمين موقع الجامعة المعنية على شبكة الأنترنيت، مشيرا إلى أن التقنيين المتخصصين تمكنوا من إصلاح الوضع وإعادة الموقع للعمل بشكل طبيعي.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها “الصحراء المغربية”، فإن هذه العملية، خلفت ارتباكا في أوساط الطلبة الجدد الباحثين عن أفواجهم وأرقامهم التسلسلية المخصصة لامتحانات الفصل الأول من الموسم الجامعي الحالي.
وأضافت المصادر نفسها، أن المصلحة التقنية بالجامعة باشرت عملية إصلاح الثغرات داخل الموقع التي خلفها الاختراق، وظل الموقع معطل بشكل كلي بعد إزالة الصورة والرموز (مرحلة الصيانة) وسط مخاوف من العبث بالمعطيات الشخصية للطلبة في مقدمتهم طلبة الماستر الذين ظلوا يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من ضياع معطيات التسجيل القبلي لاسيما في التخصصات التي لم تتم برمجة امتحاناتها الشفوية، إضافة الى تخوف طلبة الاجازة من إعادة برمجة الحصص وتوزيع المجموعات.
يشار الى أن جامعة القاضي عياض بمراكش، وقعت اتفاقية شراكة مع كل من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات والتقنيات بابن جرير، واللجنة الوطنية لحماية البيانات الشخصية، تروم الالتزام ببرامج البيانات.
وتضع جامعـة محمـد السـادس متعـددة التخصصـات التقنيـة بابن جرير، من خلال مركـز بيانـات (داتاسنتر) المجهـز بحاسـوب عمـلاق يعد الأقـوى مـن نوعـه على الصعيـد الإفريقـي، لتوفير أعـلى درجـات الأمـان، والجاهزيـة القصـوى، ومرونـة عاليـة واتصـال مثـالي، قدراتهـا في خدمـة المنظومـة الرقميـة الوطنيـة مـن أجـل المسـاهمة في ضمـان السـيادة الرقميـة للمملكـة وتطوير خدمات رقمية جديدة مغربية 100 في المائة.
وبالإضافـة إلى تمكيـن المقـاولات والإدارات مـن بنيـة تحتيـة لتنظيـم ومعالجـة وتخزيـن وإيـداع كميـات ضخمـة مـن المعطيـات، فـإن مركـز البيانـات الجديـد، الحاصل على شـهادتي الدرجة الثالثة مـن معهـد أبتايـم، يـأوي المركز الإفريقـي للحاسـوب العمـلاق، الـذي يشـكل بـدوره منصـة أساسـية لمعالجـة أحجـام فائقـة الضخامـة مـن المعطيات وحل حسابات في منتهى التعقيد.
ومـن شـأن المركـز الإفريقـي للحاسـوب العمـلاق، الـذي تبلـغ قدرتـه 15.3 بيتافلـوب، وبسـعة مليـون مليـار عمليـة في الثانيـة، أن يفتـح آفاقـا واسـعة للبحـث العلمـي والابتـكار أمـام جامعـة محمـد السـادس متعـددة التخصصـات التقنيـة وفي المغـرب بشـكل عـام.
وستمكن مشـاريع ابتكاريـة رئيسـية جديـدة للنمذجـة مـن أن تـرى النـور، في مجـالات جـد واسـعة مـن قبيل جينـوم النباتـات الإفريقيـة المطلـوب حمايتهـا، معطيـات الأقمـار الصناعيـة مـن أجـل التثميـن والتدبـير الأمثـل للأراضـي الفلاحيـة، أوالمعطيـات المناخيـة مـن أجـل إدماج أكثر نجاعة للطاقات المتجددة في الشبكات.
واحتـل هـذا الحاسـوب العمـلاق، الـذي طـور في إطار شـراكة مـع جامعـة كامبريـدج، الرتبـة 98 مـن حيـث قـوة الحواسـب العملاقـة عـبر العالـم، محسـنا بذلـك ترتيـب المغرب الذي ارتفع إلى الدرجة 26 عالميا والأولى إفريقيا من حيث القدرة الحسابية أمام النمسا وهونج كونج.
