أكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أن المديرية العامة للأرصاد الجوية، وفي إطار التحديات والرهانات المستقبلية المرتبطة بالتغيرات المناخية، تواصل جهودها لتنفيذ استراتيجيتها لجعل المغرب في كامل جاهزيته، للحد من الأخطار الطبيعية ذات الصلة بالطقس والمناخ، والانخراط في أهداف التنمية المستدامة، بتوفير أفضل الخدمات للمستعملين تنفيذا للمخطط الاستراتيجي القطاعي 2022-2027 الخاص بالأرصاد الجوية.
وأوضح نزار بركة، في كلمة له خلال ترؤسه، صباح اليوم الجمعة، مراسيم حفل تنصيب عبد الفتاح صاحبي، مديرا عاما جديدا للمديرية العامة للأرصاد الجوية، (أوضح ) أن هذا المخطط الاستراتيجي يرتكز على 3 محاور رئيسية.
ويتعلق الأمر، حسب الوزير، بتحسين معرفة وتوقع المخاطر الجوية والمناخية، وتطوير خدمات تعتمد على الابتكار والتنافسية من أجل اتخاذ القرار، وكذا الرفع من مستوى الحكامة والنجاعة وتعزيز الرأس المال البشري والتموقع على المستوى الدولي.
وستساهم هذه المحاور، يقول نزار بركة، في التنمية المستدامة للبلاد، ومواكبة القطاعات الاستراتيجية، وتحسين رفاهية المواطن.
من جهة أخرى، أعلن الوزير أن المديرية العامة للأرصاد الجوية، تحت إشراف وزارة التجهيز والماء، تقوم بمهامها المتمثلة في إعداد وتنفيذ سياسة الحكومة في ميدان الأرصاد الجوية والمناخ، طبقا للقواعد والمعايير الدولية، وتماشيا مع حاجيات المستعملين على الصعيد الوطني.
كما أشار إلى أنها تلعب دورا حيويا في التدبير الاستباقي لمخاطر الطقس والمناخ، والمساهمة في الحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وأبرز نزار بركة، كذلك، أن مديرية الأرصاد الجوية كمصلحة عمومية وكمزود رئيسي للخدمات العمومية، تتطور باستمرار وتتجاوب مع مختلف الشركاء الاقتصاديين، منهم المؤسسات العمومية، والسلطات المحلية، والمنظمات الدولية، ووسائل الإعلام والاتصال، وأيضا مختلف العملاء ومقدمي الخدمات.
وفي هذا الإطار، أبرز المسؤول الحكومي أن المديرية عرفت خلال السنوات الأخيرة تطورا مهما على المستوى البنيوي والتنظيمي، وكذلك على المستوى التقني للمعدات والوسائل والموارد البشرية، ما ساهم في إنجاز عدة أوراش ومشاريع مهمة على مستويات متعددة.
وذكر الوزير من بين هذه الأوراش، إرساء نظام للتوقعات واليقظة الرصدية على مستوى الجماعة بدل الإقليم، معتبرا هذا النظام نقلة نوعية في تدبير الحالات الجوية الخطيرة على المستوى المحلي، حيث يمكن من تزويد السلطات العمومية بالمعلومات اللازمة المتعلقة بالأحوال الجوية من خلال الإخبار المبكر، وبالتالي ضمان التعبئة الفعالة للموارد وإعداد وإدارة الأزمات، بحيث تم تمديد المدى الزمني للتوقعات العامة الموجهة للعموم إلى 7 أيام.
وعلى مستوى نظم المعلومات، أفاد بركة أن المديرية تواصل جهودها لتنفيذ استراتيجيتها للتحول الرقمي، والتي ترتكز بشكل أساسي على تحديث بنيتها التحتية التقنية، من خلال اعتماد الطابع اللامادي لأدوات العمل والعمليات الإنتاجية، الذي يمكن المواطنين والشركاء من الوصول إلى المعلومات الرصدية.
أما على مستوى تطوير الإمكانيات، فتحدث عن تجهيز مركز بيانات المديرية Datacenter)) حسب المعايير الدولية، واقتناء حاسوب عملاق “َأمطار” يشتغل بقوة حاسوبية تصل إلى 1 بيتافلوبس (Pétaflops) ، أي ما يعادل مليون مليار عملية في الثانية، مما يجعله أقوى حاسوب على مستوى مراكز الأرصاد الجوية الإفريقية.
وبخصوص مستوى أنظمة الرصد الجوي، لفت وزير التجهيز والماء الانتباه إلى تطوير الشبكات وفقا للمعايير الدولية المعمول بها، من خلال تركيب وتشغيل عدة محطات رصدية أوتوماتيكية، ليصل عددها الى 228 محطة.
وتبعا لذلك، أوضح الوزير أن كثافة شبكة الرصد الوطنية ارتفعت من 27 محطة لكل 100.000 كلم مربع سنة 2021 إلى 32 محطة لكل 100.000 كلم مربع سنة 2022، مشيرا إلى اقتناء وتشغيل 6 رادارات بحرية تغطي ما يقارب 250 كيلومترا من السواحل الوطنية.
وسعيا منها لتحسين الخدمات الرصدية، أفاد وزير التجهيز والماء أن المديرية وضعت منظومة للجودة تخص جميع أنشطتها، وتهدف إلى تطبيق أفضل الممارسات والمناهج والأساليب، من أجل تحسين الخدمات المقدمة للعملاء.
وبحسب رؤية المسؤول الأول عن القطاع، فإن هذه الإنجازات المهمة ساهمت في زيادة ثقة مختلف الشركاء ومستعملي الخدمات الرصدية، وذلك بتجديد الاتفاقيات والعقود مع العديد من القطاعات كالملاحة الجوية والبحرية والنقل والصيد البحري. كما توجت، في الآونة الأخيرة، بعقد اتفاقيات شراكة جديدة ذكر منها الاتفاقيات التي عقدت مع الطرق السيارة بالمغرب، ووكالات الأحواض المائية، وشركات التأمين، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
أما على الصعيد الدولي، قال الوزير إن المديرية تشارك بنشاط في اللجان الفنية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. كما تشارك، أيضا، في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، ومنظمة الطيران المدني الدولي، وفريق الخبراء الحكومي الدولي حول تغير المناخ، واللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات.
أما في ما يخص مجال التعاون جنوب-جنوب، فأكد بركة أن المغرب يسعى بشكل متزايد إلى تطوير التعاون مع مصالح الأرصاد الجوية الإفريقية، وتعزيز المراكز الإقليمية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وخلص إلى أن هذه الإنجازات ساهمت في إعطاء المديرية إشعاعا على المستوى الجهوي والدولي، حيث أصبحت مركزا عالميا لنظم المعلومات، ومركزا جهويا للنظام العالمي المندمج لنظم الرصد التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
من جانبه، قال عبد الفتاح صاحبي، المدير العام الجديد للمديرية العامة للأرصاد الجوية، إن جميع الشركاء ومستعملي الخدمات الرصدية مدعوون إلى المساهمة في الرفع من قدرات هذه المديرية، للاستجابة لتطلعاتهم، وتطلعات كل المتدخلين، خصوصا في ظل هذه الظرفية المطبوعة بالتغيرات المناخية.
وأضاف، في كلمة له بالمناسبة، أن كل هذه التحديات تتطلب من الجميع تضافر الجهود، وتعبئة كل الطاقات التي تزخر بها هذه المديرية، وكذلك كل الوسائل الممكنة، والتي عرفت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، من أجل الاستجابة للطلبات المتزايدة على خدمات الأرصاد الجوية، في ظل الاهتمام المتزايد لكل القطاعات، لمعرفة ما يتعلق بالمخاطر ذات الصلة بالطقس والمناخ.
كما عبر عن وعيه التام بطبيعة الرهانات والتحديات المطروحة، وكذا الأوراش الكبرى المفتوحة على مستوى الوزارة، مشددا على أن المديرية ستكون بدورها مدعوة لمواكبة هذه الأوراش، وأيضا مواكبة كل القطاعات الاستراتيجية بالمغرب.
