في أحدث دواوينه، ينعي القاص وكاتب السيناريو المغربي محمد بوفتاس أمّه شعرا، أهداه إلى “المرأة التي لم تدخل مدرسة قط، لكنها علمتني أن الحرف قوة وأن الكلمة أحد من السيف”.
ويضم ديوان شعر “وداعا أمي” 12 قصيدة، وخصّصه بوفتاس لـ”امرأة تختصر كل النساء” في ذكرى رحيلها.
ومحمد بوفتاس كاتب مغربي صدرت له روايتَا “الانهيار” و”فنتازيا الجحيم” والمجموعتان القصصيتان “التماثيل والهذيان” و”مملكة النساء”، كما صدر لقلمِه شعرا “ديوان الغجر”.
وتقول الورقة التقديمية للإصدار الجديد إنه، منذ بداية الديوان، تبرز “المكانة التي كانت والدة الشاعر تحتلها في حياته سواء في حياتها أو بعد وفاتها:
“أمي
أنت جوهر حياتي
ومعنى وجودي
لقد كنت دائما تلك الحقيقة الأسمى لقلبي وغاية حياتي ورسالتها
حبك هو ما يحدد الهدف الحقيقي والمعنى الأسمى لوجودي
في حياتك وبعد مماتك”.
كما “يؤكد الشاعر على مدى تأثير والدته في حياته من خلال قوله:
“حين تلامس يدها خدي
أراني ملاكا
ندي القلب منكسر الجناح
يد أمي خرائط الزمن المنسي
متاهات من عناصر الطبيعة
مزيج من وهج الشمس
وموج البحر
من ثلوج تكلل هالة الجبال
ورائحة الطين حين أتوسد التراب متعبا”.
و”لا يكتفي محمد بوفتاس في ديوانه بوصف هذه الروابط العميقة التي تشده إلى أمه، وتبرز عمق حضورها في حياته والفراغ الذي تركه غيابها؛ بل يبرز استمرار هذا التعلق بها حتى بعد موتها”، فيكتب، حسب المصدر ذاته:
“يا قطعة من كبدي
يا أنشودة الحب الأبدي
يا أمي
سلام عليك حين تبسَمين
وسلام عليك حين ترحلين
ففي القلب مثواك إلى يوم الدين
لا الموت يجعلني أنساك
ولا طول السنين”.
