النهار المغربية
أكد الخبير القانوني البريطاني، أندرو روزمارين، أن المسيرة الخضراء خلدت في سجل التاريخ المغربي كملحمة للسلام والوحدة، مكنت المملكة من استرجاع أقاليمها الجنوبية بطريقة سلمية.
وقال روزمارين، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “المسيرة الخضراء شكلت نجاحا باهرا أتاح للمغرب تكريس سيادته على أقاليمه الجنوبية”.
وأوضح الخبير في القانون الدولي، الذي يدير مكتبا بريطانيا مختصا في هذا المجال، أن هذه الملحمة المغربية تجسد أسمى صور التلاحم بين العرش والشعب.
وأضاف أن هذا الحدث التاريخي، الذي أبدعه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، تميز بزخمه البناء الذي أطلق مسيرة أخرى هي مسيرة تنمية الأقاليم الجنوبية.
وأشار إلى أن “هذه الأقاليم، التي تنعم بالاستقرار، تعرف وتيرة تنمية متسارعة في مختلف المجالات”، مبرزا أن مسلسل التنمية بها يجري في إطار الديمقراطية والاستقرار.
من جهة أخرى، أبرز روزمارين أن مخطط الحكم الذاتي، الذي كرسه قرار مجلس الأمن رقم 2797 الصادر حديثا، أضحى اليوم “الأساس الوحيد لتسوية قضية الصحراء”.
وأضاف أن “مخطط الحكم الذاتي، الذي يحظى بدعم واسع على الصعيد الدولي، يتميز ب”الإنصاف والمرونة والرؤية المتبصرة والمستقبلية”، مؤكدا أن “بفضل هذه المزايا، يلقى المخطط المغربي قبولا متزايدا على الصعيد العالمي، حيث باتت غالبية الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن تدعمه بشكل كامل”.
وأكد أن “دينامية التاريخ اليوم تسير في صالح المغرب ومخططه للحكم الذاتي”.
وبالعودة إلى تنمية الأقاليم الجنوبية، سجل الخبير القانوني أن جهود الاستثمار التي تبذل في إطار النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم تشمل جميع القطاعات، من البنيات التحتية إلى الطاقات النظيفة، مرورا بالصيد البحري والفلاحة والسياحة.
وأوضح قائلا: “في مجال البنيات التحتية، استثمر المغرب بشكل كبير في الموانئ، خاصة ميناء الداخلة، وفي محطات تحلية المياه. وما يثير إعجابي أكثر هو حجم الاستثمارات في مجال الطاقات الخضراء بالصحراء”.
وفي معرض تطرقه للدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في دعم السلم والاستقرار الإقليمي، أكد روزمارين أن المملكة “كانت دوما ركيزة حقيقية للاستقرار، تسهم في إرساء سلام دائم في المنطقة وفي العالم”.
كما أبرز إسهام المغرب القيم في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، ونشر قيم التسامح والتعايش، إلى جانب مساهمته الوازنة في تعزيز جهود التنمية بالقارة الإفريقية.
وفي هذا الصدد، أشار روزمارين إلى المبادرة الملكية الأطلسية، التي أطلقها الملك محمد السادس، مبرزا أنها “ستمكن دول الساحل غير المطلة على البحر من الولوج إلى المحيط الأطلسي”.
