
المساعدون التقنيون بالصيدليات يواجهون شبح البطالة في ظل “أزمة التسعيرة”
فيما يشتد نقاش صيادلة المغرب حول مشروع مرسوم يتعلق بمسطرة تحديد أثمنة الدواء، يتخوف المساعدون التقنيون بصيدليات المملكة من أن تصلهم مطرقة التسريح جراء عاصفة التوازنات المالية.
وصعّدت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب من حملتها لثني وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن تجاهل مقترحاتها حول مشروع مرسوم، عبر مراسلة إلى رئيس الحكومة تشتكي فيها من غياب مراعاة لـ”التوازنات الضرورية لضمان استقرار هذا القطاع الحيوي”.
وحذرت الكونفدرالية، في رسالتها، من “تجاهل مقترحاتها في تحقيق توازن بين القدرة الشرائية للمواطن وبين استمرارية أداء الصيدليات لمهامها الاجتماعية والصحية في ظل الهشاشة الاقتصادية المهددة لها، وترشيد نفقات صناديق التأمين إنجاحا لورش التأمين الإجباري عن المرض”.
وكشف أمين بوزوبع، الكاتب العام للكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، أن استهداف مشروع المرسوم أسعار الأدوية الرخيصة يعني مباشرة شن حملة تسريح في حق فئة المساعدين التقنيين.
وأضاف بوزوبع أن الصيدليات التي ستصمد ستبحث عن توازنات مالية من أجل البقاء والاستمرار، خاصة عبر تقليص تكلفة اليد العاملة، مشيرا إلى أنه في الغالب سيضع هذا التوجه الوزاري غالبية الصيدليات المغربية أمام حافة الإفلاس.
وأوضح الكاتب العام للكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب أن الأدوية الرخيصة “تعد العمود الفقري للصيدليات المغربية، وتعد أسعارها بالمملكة منخفضة مقارنة بدول أخرى”، لافتا إلى أن استهدافها عوض الأدوية باهظة الثمن يعني تضرر هواش ربح الصيدليات الهشة في الأصل كما حصل مع مرسوم 2013.
واشتكى المتحدث من وجود أزمة اجتماعية ومادية داخل الصيدليات المغربية جراء ارتفاع الضرائب والرسوم وسومة الكراء حسب كل مدينة وبين كل منطقة مقابل انخفاض مستمر في هوامش الربح الهشة، معتبرا أن مواصلة استهداف الأدوية الرخيصة عوض الباهظة على مستوى الثمن يعني “تعميق الأزمة وتضرر وظائف العاملين من المساعدين التقنيين”.
في هذا السياق، حذر بوزوبع من اتساع دائرة “البطالة” في صفوف العاملين بالصيدليات، وخلق جو من “الاحتقان الاجتماعي”.
وعبّر الحسن تمزاورت، أمين مال الجمعية الوطنية للمساعدين التقنيين بصيدليات المغرب، عن مخاوف هذه الفئة من أن “يتم تسريحها من قبل الصيادلة” على خلفية جدل تسعيرة الأدوية.
وحذر تمزاورت، ضمن تصريح لجريدة النهار، من أن هذا الأمر بات يشكل مصدر “قلق مستمر” منذ اندلاع جدل تسعيرة الأدوية، مشيرا إلى أن “الصيدلي قد يعمد على تسريح اثنين من المساعدين والإبقاء على واحد للحفاظ على توازناته المالية”.
ودعا رئيس الجمعية الأخوية للمساعدين التقنيين بالصيدليات بجهة الرباط-سلا-القنيطرة الوزارة الوصية على القطاع إلى التدخل لحمايتهم عبر “تقنين مجال عملهم والاعتراف به كمهنة تقدم خدمات كبيرة داخل الصيدليات المغربية”، مؤكدا أن نضال نيل الاعتراف القانوني بدأ منذ سنوات طويلة وسيستمر حتى آخر رمق.
كما توعّد المتحدث بشن حملات متتالية للتنبيه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية من مخاطر تسريحهم من قبل الصيادلة جراء جدل تسعيرة الأدوية، رغم أنهم يسعون لذلك بشكل مستمر وهم يشتغلون في وضع غير قانوني.