الحرّ الشديد يفتك بمحاصيل زراعية .. وفلاحون مغاربة يدقون ناقوس الخطر

أفادت مصادر مهنية من القطاع الفلاحي بالمغرب بـ”وقوع أضرار محققة” تركتها موجة الحرارة الشديدة المصحوبة بظاهرة “الشركي”، طيلة الأيام القليلة الماضية، بعدما كانت قد طالت تداعياتها أقاليم مغربية معروفة بطابعها الفلاحي ومنظومتها الإنتاجية، خاصة بالنسبة لبعض الزراعات الربيعية وكذا بعض أصناف الأشجار المثمرة، خصوصا الفواكه المستهلكة خلال أشهر فصل الصيف.

وأكد فلّاحون استقت جريدة النهار آراءهم في الموضوع “ثبوت آثار موجات الحر الشديد على مسار وسلسلة نمو بعض أصناف الفواكه؛ بعضها ظاهر حاليا والآخر قد يتجلى مع توالي الوقت”، متخوفين من تكرار الأمر و”تعميق الخسائر” في حال توالي موجات حرارة أكثر حدة، تضاف إلى تأثير 6 سنوات، على الأقل، متوالية من الجفاف وتداعيات الإجهاد المائي على القطاع الفلاحي والزراعي.

إعلان الحرّ الشديد يفتك بمحاصيل زراعية .. وفلاحون مغاربة يدقون ناقوس الخطر

وفي هذا الإطار، قال الحسين أضرضور، رئيس الفيدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدّري الخضر والفواكه بالمغرب، إن “موجة الحرارة الأخيرة التي امتدت لقرابة أسبوع وهمّت معظم الأقاليم والجهات الفلاحية بالأساس، كانت لها آثار سلبية على مناطق الإنتاج”، مضيفا أن الأمر سيتبيّن مع توالي الأيام والأسابيع، ما يضع الفلاحين أمام إمكانية رصد مدى تضرر مزروعاتهم وأشجارهم المثمرة.

ولم يحدد أضرضور، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، المناطق الزراعية أو امتدادها الجغرافي التي طالها الضرر، غير أنه أكد أن “عددا من أصناف الفواكه الموسمية والخضر التي زُرعت في فترة الربيع واقترب وقت جني محاصيلها قد تعرضت بالفعل للضرر”.

وزاد المهني ذاته أن الأمر يتعلق أساسا بزراعات “الكروم” (العنب) والبطيخ وبعض الخضر مثل “اللفت”، معتبرا أن “الموجة شديدة الحرارة التي كانت مصحوبة بحدة وقساوة ظاهرة الشركي وإجهاد حراري قويّ قد غطّت مختلف أقاليم التراب الوطني، بجهات فلاحية أساسية من حيث الإنتاج الموسمي (جهة فاس مكناس، وجهة الشرق، فضلا عن جهات الوسط وسوس ماسة…)”.

وختم المصرح لجريدة جريدة النهار بالتعبير عن آماله في أن “يسير الطقس في منحى تلطيف الأجواء وانخفاض الحرارة”، وهو ما يعوّل عليه الفلاحون، بحسبه، لضمان إنتاجية وفيرة بوتيرة طبيعية تضمن تزويد السوق الوطنية، وكذا توفير بعض الزراعات الموجهة للتصدير.

من جهته، أفاد عادل الفرسيوي، صاحب ضيعة فلاحية في إقليم جرسيف، بأن “تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة وشدّتها غير المعهودة بالمقارنة مع مستواها ومعدلاتها الموسمية قد زرعت التخوفات وأعادت شبح الهواجس بين الفلاحين المغاربة”، خاصا بالذكر سلاسل إنتاج العنب والزيتون والبطيخ الأصفر، فضلا عن بعض أصناف الخضروات.

وقال المهني في قطاع الفلاحة بجهة الشرق، ضمن حديث لجريدة جريدة النهار، إن “التأثير كبير في بعض أصناف الأشجار المثمرة والمزروعات الموسميّة”، مقدّرا أن الأضرار التي خلفتها موجة الشركي والحرارة القوية مع مناخ جاف، قد تطال ما يناهز نصف كميات الإنتاج المرتقبة في عدد من المزروعات”.

وأضاف الفرسيوي أن “زراعة العنب المرتقب أن يبدأ موسم جنيه قريباً، والذي يبلغ ذروته شهر غشت، قد تضررت بفعل قوة الحرارة”، مسجلا في السياق أيضا “حدوث أضرار محقّقة طالت حقول أصناف البطيخ الأصفر بجهة الشرق، فضلا عن بعض أشجار وحقول الزيتون بالمنطقة، وكذا مزروعات أخرى من الخضر الموسمية”.

وخلص إلى أن “تضرر مهنيي الزراعة ببعض المناطق المغربية المعروفة بإنتاجياتها العالية يستدعي من السلطات الحكومية المختصة والوصية ضرورة مواكبة الفلاحين المتضررين”، مثيرا أيضا مطلب “إمكانية تخصيص تعويضات عن الأضرار التي طالت بعض الزراعات الحيوية في هذه الفترة من العام”.

زر الذهاب إلى الأعلى