
الوجهة الإفريقية تغري السياح الروس
كشفت معطيات تقرير حديث صادر عن منصة خدمات السفر الروسية “كوبيبيلِت” أن السياح الروس باتوا يفضلون الوجهات السياحية الإفريقية، التي ارتفع الطلب عليها بأكثر من 50 في المائة العام الماضي مقارنة بالعام الذي قبله، مؤكدة تسجيل عدد متزايد من الحجوزات المبكرة لعام 2026 إلى وجهات محددة، على رأسها المغرب.
وذكر التقرير، الذي تناقلته وسائل إعلام روسية، أن جميع المسارات السياحية الإفريقية شهدت ارتفاعًا كبيرًا في الطلب من طرف السياح الروس العام الماضي، مبرزًا أن الفترة ما بين يناير وماي الماضيين سجلت استمرارًا في نمو الطلب على بعض الوجهات الإفريقية، فيما تراجع الطلب خلال هذه الفترة على الوجهة التونسية بنسبة 25 في المائة، وعلى الوجهة المصرية بنسبة 21 في المائة، هذه الأخيرة التي كانت من أبرز الوجهات السياحية المنافسة للمملكة المغربية.
وأكد المصدر ذاته أن معظم السياح الروس الذين يتجهون إلى الوجهات السياحية البارزة في القارة السمراء يأتون أساسًا من ثلاث مدن رئيسية، إذ قدم أكثر من 73 في المائة منهم من العاصمة موسكو، و16 في المائة من مدينة سانت بطرسبورغ، و4 في المائة من مدينة سوتشي، فيما توزعت النسبة المتبقية بين مدن أخرى مثل كازان ويكاتيرينبورغ وأوفا.
وسجلت المعطيات ذاتها ارتفاعًا في متوسط أسعار الطيران إلى بعض الوجهات الإفريقية العام الماضي، إذ ارتفع هذا المتوسط بالنسبة لوجهة سيراليون بأكثر من 135 في المائة، وللمغرب بحوالي 59 في المائة، ثم رواندا بحوالي 35 في المائة، مبرزة في الوقت ذاته أن هذا الاتجاه بدأ في التغير العام الجاري، إذ انخفضت الأسعار في نصف الوجهات تقريبًا.
وسبق لممثلي وكالات الأسفار في روسيا أن أكدوا تسجيل ارتفاع في الطلب الروسي على تأشيرات السفر إلى المغرب العام الماضي بأكثر من 81 في المائة، وهو ما عزاه خبراء سياحيون، تحدثوا لجريدة جريدة النهار الإلكترونية في هذا الشأن، إلى مجموعة من العوامل المتكاملة، أبرزها تنوع المعالم السياحية والمناخ المعتدل الذي يتميز به المغرب، إلى جانب الاستقرار الأمني والسياسي الذي تتمتع به المملكة وسط محيط إقليمي مضطرب، ما يعزز ثقة السياح في اختيارها كوجهة آمنة ومتميزة.
وشدد الخبراء أنفسهم على ضرورة استغلال هذه الدينامية من أجل جذب المزيد من السياح الروس، وتطوير العرض المغربي في سوق السياحة الروسية، من خلال توفير عروض طيران تنافسية، وخدمات سياحية وفندقية وثقافية تتماشى مع القدرة الشرائية للسائح الروسي، ومن خلال إنشاء خطوط طيران مباشرة بين المدن الروسية والمدن المغربية التي يفضلها الروس عادة.