
“حماس” تتشاور حول هدنة في غزة .. وترامب ينتظر الرد في غضون 24 ساعة
تواصلت المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل تصعيد عسكري متجدد وارتفاع عدد الضحايا، فيما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أنها تدرس مقترحًا جديدًا من الوسطاء بشأن هدنة مؤقتة تمتد لستين يومًا.
وفي المقابل، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يتوقع ردًا من الحركة خلال 24 ساعة، واصفًا المقترح بأنه “الأخير” لوضع حد للحرب المستمرة منذ نحو عامين.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان، الجمعة، إنها تُجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية حول المبادرة، بينما أفاد مصدر مطلع بأن الحركة تطالب بضمانات واضحة بأن تشمل الهدنة مفاوضات تؤدي إلى إنهاء دائم للحرب، مع إمكانية تمديدها إذا لم تُفضِ المحادثات إلى اتفاق في غضون المهلة المحددة.
ويقضي المقترح، بحسب مصادر فلسطينية، بإفراج “حماس” عن نصف عدد الرهائن الأحياء المحتجزين في غزة مقابل إطلاق إسرائيل عددًا من المعتقلين الفلسطينيين، فيما تواصلت الضغوط من عائلات الرهائن على الحكومة الإسرائيلية للموافقة على الاتفاق.
ونُظّمت وقفة أمام السفارة الأميركية في تل أبيب، بالتزامن مع يوم الاستقلال الأميركي، شارك فيها أقارب المحتجزين، مطالبين ترامب بالتدخل لإتمام الصفقة.
وعُلقت في مكان التظاهر لافتات تتضمن منشورًا منسوبًا لترامب على منصة “تروث سوشيال” جاء فيه: “أقروا الاتفاق في غزة. أعيدوا الرهائن!”، فيما نُصبت مائدة رمزية لعيد السبت وعليها 50 مقعدًا فارغًا تمثل الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في القطاع.
ورغم تأكيد ترامب أن إسرائيل وافقت على شروط الهدنة، لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي من المرتقب أن يلتقي الرئيس الأميركي الأسبوع المقبل في واشنطن.
ويشهد الداخل الإسرائيلي انقسامًا بشأن المقترح، إذ يرفض وزراء من اليمين المتطرف أي اتفاق لا يشمل نزع سلاح “حماس”، فيما يعتبر آخرون أن الاتفاق يمثل فرصة لإعادة الرهائن.
ميدانيًا، ارتفعت حصيلة القتلى في غزة، إذ أعلنت وزارة الصحة في القطاع استشهاد 20 فلسطينيًا على الأقل خلال غارات جوية فجر الجمعة، بينهم 15 قضوا في قصف استهدف خيام نازحين غرب خان يونس، وخمسة آخرون في جباليا شمال القطاع.
وخلال جنازات الضحايا، عبّر ذووهم عن ألمهم وغضبهم من استمرار الهجمات رغم الحديث عن هدنة وشيكة. وقالت فتاة تُدعى ميار الفار (13 عامًا)، بينما كانت تبكي شقيقها محمود: “كانوا عملوا الهدنة من زمان قبل ما أفقده!”. فيما طالبت سيدة أخرى بوقف “شلال الدم”، مؤكدة أن “الشعب لا يحتاج للمساعدات بقدر ما يحتاج لوقف الحرب”.
وتُواصل الأمم المتحدة التحذير من تدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث تفاقمت أزمة الغذاء والنزوح الجماعي، في ظل حصار مطبق مستمر منذ سنوات.
وتشير آخر الأرقام إلى أن الحرب أودت بحياة أكثر من 57 ألف فلسطيني، في حين قُتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل خلال هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر 2023، الذي شهد أيضًا احتجاز 251 رهينة، لا يزال 20 منهم على الأقل أحياء حتى اليوم.