محمد صديقي: “سيام” حدث مهيكل للأجندة الفلاحية بالمغرب ودوليا ودروس الأزمة أكدت نجاعة توجهات المغرب

Phs. Seddik
حجم الخط:

أفاد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن الدورة 15 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب التي ستنعقد فعالياتها تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 2 إلى 7 ماي المقبل بمكناس، تعد حدثا مهيكلا للأجندة الفلاحية ببلادنا ودوليا، باعتبارها تظاهرة تتيح تسليط الضوء على مستجدات القطاع وموعدا يرسم ملامح خارطة الطريق للمهنيين والمعنيين بهذا الشأن.

وأضاف الوزير في لقاء خصص لاستعراض تفاصيل وحيثيات هذه النسخة، أن “سيام” ومنذ انطلاق دورته الأولى في 2006، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أخذ منحى تصاعديا ومتطورا نوعيا وكيفيا، خاصة مع تنزيل استراتيجية مخطط المغرب الأخضر سنة 2008، الذي أعطى دينامية متعددة الأبعاد لهذا الحدث. وأوضح قائلا “هذا الحدث أضحى موعدا لا محيد عنه مع مرور السنين، وإطارا مرجعيا للمهنيين والباحثين والخبراء في مجال مواكبة تنمية القطاع الفلاحي، ومنصة نوعية للأعمال وقبلة لأعداد متزايدة من الفاعيلن والزوار القادمين من مختلف بقاع العالم”.

وقال صديقي إن المعرض يعتبر وإلى جانب دوره في استقطاب الكفاءات الدولية والوطنية لتبادل وتقاسم التجارب، رافدا اقتصاديا يساهم في تعزيز وضعية المنتوجات المجالية، مشيرا إلى أن التعاونيات الفاعلة في هذا القطاع تحقق حوالي 60 في المائة من رقم معاملاتها خلال هذا الموعد، إضافة إلى استفادتها من التكوين والتأطير لتمكينها سواء من الحصول على الخبرة أو الولوج إلى التمويل، الأمر الذي يؤسس ويضمن إلى حد كبير استدامة أنشطتها.

واستطرد الوزير موضحا أن “سيام” استطاع أن يصبح مساهما في إشعاع المغرب، مشيرا إلى أن هذا المعطى تكرسه المشاركة الواسعة للدول الأجنبية التي تتضاعف تدريجيا، دون إغفاله إلى الحضور المكثف للبلدان الإفريقية بفضل الحرص الموصول للمغرب على تعزيز التعاون جنوب ـ جنوب، ولفت الصديقي الانتباه في هذه النقطة، إلى أن كل اتفاقيات التعاون التي يبرمها المغرب مع الدول الإفريقية تتضمن مكونا يهم استراتيجية الدعم على الصعيد الفلاحي.

وبخصوص موضوع هذه الدورة “الجيل الأخضر: من أجل سيادة غذائية مستدامة”، أكد محمد صديقي أن العالم عاش منذ 2020 على إيقاع فترة حرجة أعقبتها أزمات جفاف مطول سنة 2021، لازالت تأثيراته تبصم على الأوضاع إلى هذا الحين، غير أنه شدد على أن المغرب لم يشهد خلال أزمة كوفيد ـ 19 أي خصاص على مستوى الأمن الغذائي، مبرزا أن تموين الأسواق تواصل بشكل ناجح بفضل استراتيجية الإنتاج الوطني. وقال صديقي إن دروس الأزمة الصحية مكنت من امتحان قدرة الإنتاج والتأقلم ببلادنا.

وتابع الوزير أن انطلاق مخطط المغرب الأخضر عرف سنة 2008 أزمة عالمية وكان الحديث حينها عن “العولمة” وأهميتها لتجاوز ذلك الوضع، وحاليا فإن كل التوجهات تنحو اتجاه “السيادة الفلاحية والغذائية”، وأضاف أن المغرب وإلى جانب تركيزه على التنمية الفلاحية يعمل على تعزيز تنمية العالم القروي في إطار مندمج، مع الحرص على انبثاق طبقة وسطى فلاحية وتشجيع الشباب في العالم القروي على الانخراط في تحديث القطاع الفلاحي، بناء على استراتيجيات محددة واستنادا على دعائم الرقمنة لبلوغ بلورة متوازنة لنموذج جديد للقطاع.

عقب ذلك، تحدث صديقي عن موضوع الاستدامة مركزا على مسارات تدبير الموارد المائية واعتماد المياه غير التقليدية لمواجهة التقلبات المناخية، واعتبر أن المغرب ومن خلال الاستعمال الرشيد للمياه وتطوير أنظمة السقي سيبلغ هدف ري مليون هكتار في أفق 2030، واقتصاد 3 ملايير متر مكعب، الأمر الذي سيتيح إنتاجا أكثر على مستوى أصناف أساسية للسوق الداخلية.

 

الملتقى سيتباحث “السيادة الغذائية”

 

وأعلن الوزير في كلمته بهذه المناسبة، أن المناظرة الوطنية للفلاحة التي ستنظم خلال هذه النسخة ستتباحث بدورها موضوع “السيادة الغذائية”، كما أكد أن هذا الموعد سيشهد الإعلان عن الفائزين في جائزة الصحافة التي ستتوج أفضل المقالات التي تطرقت للشأن الفلاحي بالمغرب.

سيمون مارتان، سفير المملكة المتحدة بالرباط، عبر في كلمته خلال هذا اللقاء عن سعادته باختيار بلده ضيف الشرف، وقال إن بريطانيا ستقدم كل خبراتها للمساهمة في تطوير هذا القطاع.

وأوضح الديبوماسي البريطاني أن اتفاقية التعاون الموقع قبل سنتين بين المغرب والمملكة المتحدة، دعمت بشكل لافت للانتباه المبادلات بين الطرفين خاصة الفلاحية منها، وقال سيمون مارتان “مبادلاتنا التجارية المتعلقة بالخدمات والسلع ارتفعت إلى حدود الفصل الثاني من 2022، إلى 2،7 مليار جنيه إسترليني”، وأشار إلى نصف صادرات المغرب نحو بريطانيا مقارنة مع 2021 تتكون من الخضر والفواكه.

واستطرد قائلا “لن نقف عند هذا الحد، فاتفاقية التعاون ستعزز الاستثمار بين البلدين، والمعرض الدولي للفلاحة فرصة لاستعراض المؤهلات الفلاحية البريطانية الريادية، خاصة التكنولوجيات الدقيقة في السقي وسلاسل التبريد…والبذور، وستكون هناك شراكات مع الشركات المغربية في كل هذه المجالات”.

 

بريطانيا ضيف شرف

 

وحول موضوع الدورة “قال سيمون “إن الأمن الغذائي هو اهتمام مشترك، وأنا فخور أن تكون بريطانيا ضيف شرف سيام 2023”.

ويرى أن مساهمة بلده في هذا الموعد ستتيح تطوير مؤهلات التعاون الفلاحي بين البلدين، مشددا على أن المغرب والمملكة المتحدة يجمعهما تعاون تاريخي على المستويين الدبلوماسي والتجاري، والذي تم تعزيزه بالمصادقة على اتفاقية تعاون جديدة في دجنبر 2021.

 وتطرق السفير إلى المكانة المحورية للمغرب كمركز مهم بالنسبة للقارة الإفريقية، وهو ما اعتبره فرصة حقيقية للشركات البريطانية لاستكشاف آفاق تنموية جديدة.

واستعرض جواد الشامي، مندوب “سيام” صورة موسعة على تنظيم المعرض وأرقام المشاركين والزوار، مشيرا إلى أن الملتقى، الذي يعد من بين أكبر الأحداث الدولية المخصصة للفلاحة والفاعلين في القطاع الفلاحي، سيمتد على مساحة 18 هكتار، منها 11 هكتار مغطاة. ومن المنتظر أن يستقبل حوالي 900 ألف زائر و1400 عارض و65 دولة مشاركة.

وأفاد أن هذه التظاهرة المعرض التي تستضيف المملكة المتحدة كضيف شرف، ستنظم حول 10 أقطاب مختلفة (قطب الجهات وقطب المؤسسات والجهات الداعمة والقطب الدولي وقطب المنتوجات المحلية وقطب الآلات الزراعية وقطب المنتجات وقطب اللوازم والأدوات الفلاحية وقطب تربية المواشي وقطب المزودين وقطب الطبيعة والحياة). وستستضيف حوالي 40 مؤتمرا حول مواضيع مختلفة مرتبطة بشعار هذه النسخة والمستجدات الفلاحية.

يشار، إلى أن ندوة الإعلان عن تنظيم سيام 2023، عرفت حضور نور الدين بوطيب، رئيس مجلس إدارة جمعية المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM)، ومباركة بوعايدة، رئيسة جمعية رؤساء جهات المغرب.

تصوير : الصديق