قامت لجنة مركزية، خلال الأسبوع المنصرم، بعدة زيارات ميدانية لمواكبة وتتبع مشروع تجريب نماذج الفصول الرقمية بـ30 ثانوية إعدادية في جهة الدارالبيضاء سطات، حيث شملت هذه الزيارات عدة ثانويات إعدادية.
ويعتبر الميثاق البيداغوجي لهذا المشروع آلية لدعم وتجويد تدريس الموارد الدراسية، من خلال تعزيز المكتسبات، والتطوير الأمثل للاستعمالات البيداغوجية للموارد الرقمية من طرف المدرسات والمدرسين، عبر توفير المضامين الرقمية والسيناريوهات البيداغوجية التي تم تطويرها وتثبيتها على منصة رقمية داعمة لنمط التعليم الحضوري.
وأوضح سعيد مكاوي، رئيس المختبر الجهوي لابتكار وإنتاج الموارد الرقمية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء سطات، استفادة 30 مؤسسة للتعليم الثانوي الإعدادي من هذا المشروع بـ6 مديريات إقليمية على مستوى الأكاديمية، وبمعدل 40 تلميذا في كل قسم، بما يزيد عن 1200 تلميذ في المجموع.
كما ذكر سعيد مكاوي، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، أن مكتبا للدراسات سيقوم بتقييم للمشروع، مشيرا إلى أنه على ضوء نتائج هذا التقييم ستتضح مدى إمكانية تعميمه على باقي المؤسسات في المغرب.
ويهم المشروع، حسب توضيحات مكاوي، المواد العلمية الثلاث، الرياضيات، والفيزياء، وعلوم الحياة والأرض.
وذكر، أيضا، أن المشروع انطلق السنة الماضية في تجربة على مستوى فصل واحد بالرباط، وهي التجربة التي نالت إعجاب وزير التربية الوطنية الذي أشاد بفكرة المشروع، واعتبرها جيدة، ويمكن أن تساعد في تجويد تعلمات التلاميذ، ليقرر تعميمها على باقي المؤسسات على نطاق المملكة.
وبعد أن تحدث على أن هذا المشروع يتطلب إمكانيات مهمة، قال سعيد مكاوي إن فكرة التنزيل وضعت مرحلة تجريبية لهذا المشروع خلال الموسم الدراسي الحالي، همت جميع الأكاديميات الجهوية للتعليم، من ضمنها جهة الدارالبيضاء سطات.
وفي توصيفه لمضمون المشروع، أعلن رئيس المختبر الجهوي لابتكار وإنتاج الموارد الرقمية أنه عبارة عن منصة رقمية على شكل موقع إلكتروني، تتضمن الموارد الرقمية التي سيحتاجها التلاميذ في دروسهم، من فيديوهات، وصور، وتمارين تفاعلية، واختبارات، مبرزا أن هذه المنصة يتم تثبيتها داخل الفصول الدراسية موضوع التجريب، على شكل شبكة محلية، بحيث يكون جهاز الحاسوب الخاص بالأستاذ، الذي تثبت عليه المنصة الرقمية بمثابة جهاز حاسوب خادم، ليقوم بعدها التلاميذ بالارتباط بهذا الحاسوب عبر ألواح مسطحة، أو هواتف ذكية، أو أجهزة حاسوب.
وحسب مكاوي، فإن الأستاذ يتحكم في تسيير المنصة عبر اختيار درس الحصة، وكذا المحتويات المتضمنة على المنصة المناسبة للدرس، التي ستظهر لدى التلاميذ.
وتحدث كذلك على أن الشبكة المحلية، غير مرتبطة بالأنترنيت، بل مستقلة على مستوى الفصل الدراسي، ضمانا للولوج فقط إلى محتوى الدرس، وبالتالي ضمان التركيز فقط على محتوى المنصة.
وبخصوص تكوين الأستاذة حول استعمال المنصة الرقمية والسيناريو البيداغوجي المعتمد لتقديم الدروس، أفاد المسؤول التربوي أن عملية التكوين شملت 60 أستاذة وأستاذا من طرف هيئة التفتيش والمراقبة التربوية، نهاية شتنبر المنصرم، قبل أن ينطلق المشروع بداية أكتوبر الماضي.
ولفت مكاوي الانتباه إلى لجان التتبع التي تقوم بزيارات مواكبة للمؤسسات وقفت على أن هذه التجربة ساهمت إلى حد ما في محاربة الهدر المدرسي، والتقليص من الغياب، مثيرا الانتباه، في هذا السياق، إلى أن التلاميذ الذين كانوا يتغيبون، بدأوا يلتزمون بالحضور بعد إدخال هذه الموارد التكنولوجية للقسم، حتى أصبح الغياب منعدما في بعض الأقسام.
وخلص إلى القول إن هذه التكنولوجيات ساهمت أيضا في الرفع من جاذبية المؤسسات، مشددا على أن الأكاديمية وفرت جميع الإمكانيات التقنية المطلوبة، وكذا كل الأجهزة الرقمية المطلوبة لضمان نجاح هذه التجربة في أفق تعميمها.
