تتواصل المبادرات الإنسانية والتطوعية لعدد من الشباب المراكشيين لمساعدة سكان المناطق الجبلية والنائية بمختلف الجماعات الترابية بإقليم الحوز، على تجاوز ظروف قساوة المناخ والمساهمة في التخفيف من معاناتهم التي تتجدد مع موجة البرد القارس وضعف الإمكانيات.
ومن قبيل الحملة التضامنية التي نظمتها، أمس الأحد، الجمعية الرياضية لمشجعي نادي الكوكب المراكشي والجمعية المراكشية للمدينة العتيقة، تحت أشراف مصالح عمالة إقليم الحوز والسلطات المحلية، لتقديم الدعم لسكان مجموعة من دواويرالجماعة الترابية أسني.
وشملت المبادرة التضامنية، التي تزامنت مع موجة البرد القارس وتساقط الثلوج بمختلف المناطق الجبلية بالإقليم، توزيع مئات الألبسة الشتوية الواقية من البرد والأغطية لفائدة تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية التابعة للدواوير المعنية، ولفائدة المسنين المنحدرين من أسر معوزة بالمناطق المستهدفة، علاوة على توزيع 220 قفة، تحتوي على مواد غذائية، كالشاي والسكر والدقيق والزيت والفول والعدس والفاصولياء.
وأكد عز الدين العطراوي رئيس الجمعية الرياضية لمشجعي نادي الكوكب المراكشي، أن هذه المبادرة الإنسانية التي استفاد منها مجموعة من سكان المناطق الجبلية تأتي لرسم البسمة على وجوه الأسر التي تعاني من الهشاشة.
وأضاف العطراوي في تصريح لـ “الصحراء المغربية” أنه رغم بساطة هذه العملية التضامنية، فإن لها دلالات عميقة وتحمل رسالة تتوخى تنمية وإشاعة روح التضامن والتكافل والتآزر والعمل على تكريس هذه المبادئ.
ودعا العطراوي المجتمع المدني إلى تنسيق الجهود من أجل إيصال المساعدات إلى أكبر شريحة من الأسر الفقيرة بالمناطق الجبلية للتخفيف من معاناتهم.
وأوضح العطراوي إلى أن هذه الحملة التضامنية هي جسر للتواصل بين المحسنين والمحتاجين في المناطق الجبلية النائية ونقل الصورة الحقيقية للمناطق المهمشة والإسهام في وضع خارطة لها لتسهيل الأمر على الجهات الخيرية، مؤكدا أن الرسالة من وراء تنظيم هذه الحملة التضامنية تكمن في التشجيع على البدل والعطاء والإحسان.
وأشار الى إن الأحوال الجوية، خاصة في الفترات التي تعرف تساقط الثلوج الكثيفة على المناطق الجبلية، تحول دون خروج الناس للتبضع من الأسواق البعيدة واقتناء المؤونات الغذائية، كما يصبح إيصال المساعدات الغذائية إليهم صعبا، وتتضرر الكثير من الأسر.
وتتجدد معاناة سكان المناطق الجبلية بإقليم الحوز، جراء البرد وقساوة الظروف الطبيعية، وضعف الإمكانيات المادية، مما يفاقم وضعهم الإنساني إلى جانب العزلة الجغرافية التي يكابدونها بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليهم.
ويمر العديد من سكان المناطق الجبلية بالاقليم، بظروف حياتية صعبة في هذه الفترة من السنة، بسبب الصقيع الشديد والبرد القارس، الذي يبلغ عدة درجات تحت الصفر، وفق ما تكشف عنه مديرية الأرصاد الجوية الوطنية.
ولا تقتصر معاناة سكان هذه المناطق الجبلية والنائية على الظروف المناخية الباردة خلال هذه الأيام، بل هناك أيضا غياب وسائل التدفئة، وارتفاع أسعار الحطب والفحم الخشبي، ثم ضعف القدرة الشرائية للسكان، علاوة على انقطاع الطرق بسبب زحف الثلوج.
