كتابان يقاربان الجمال والتاريخ بإفريقيا

كتابان يقاربان الجمال والتاريخ بإفريقيا
حجم الخط:

بعيدا عن الارتهان إلى مراكز عالمية خارجة عن تراب القارة الإفريقية يساهم كتابان جديدان في ضمّ أصوات من مختلف أنحاء القارة تفكّر في مخيالها، وإنتاجها، وتاريخها، ضمن رؤية لأكاديمية المملكة المغربية بأن المستقبل هو ألا مركزيّة لمركز، يكون ما دونَه هامشا، بل أن يكون المركز في كل مكان.

هذان الكتابان الجديدان الصادران عن أبرز مؤسسة فكرية رسمية بالمملكة يضمّان أزيد من 35 مشاركة باللغتين العربية والفرنسية والإنجليزية، حول واقع وإكراهات وتحديات كتابة التاريخ الإفريقي، واعتبارِ واستيعاب جماليات دول وساكنة القارة، كما يقدّمها أبناؤها.

ومن بين ما دعا إليه عبد الجليل لحجمري، أمين سر أكاديمية المملكة المغربية، في افتتاح ندوة دولية لكرسي الأدب الإفريقي بالأكاديمية: تحرر القارة الإفريقية من التبعية؛ لأن الأفارقة “لم يعودوا يقبلون أن يكونوا أسرى لسيناريوهات يتم حبْكها في مكان آخر”، و”شباب القارة ينادي بمزيد من الكرامة، وبالمزيد من إفريقيا داخل إفريقيا”.

ومن بين المواضيع التي يناقشها كتاب “الجمالية الإفريقية” الانتقال من الكتابة إلى المشهد، ومن الصورة إلى التصميم. ومن بين ما تهتم به المواضيع تجربة الراحل إدمون عمران المالح في قراءة المنجز الفني لخليل الغريب، وتجربتا عثمان سيمبيني وخاليدو كاسي، وتجربتا جيلالي غرباوي ومحمد شبعة.

كما يهتم الكتاب بمصر القديمة، وتذوّق الجمال فيها، ومختلف التعبيرات الثقافية للشعب المصري في مجال “الجمال”.

كتابان يقاربان الجمال والتاريخ بإفريقياصورة: جريدة النهار

أما مؤلّف “كتابة التاريخ الإفريقي” فيأتي في إطار “رغبة قوية في إعادة كتابة تاريخ إفريقيا، وبمداد القارة، بعد أن ظل هذا التاريخ منذ قرون وإلى الآن يُدوّن، في مجمله، من محبرة الغرب”، خاصة، عبر أبحاث حول حاضر “القومية الإفريقية”، وإشكالات الإسطوغرافيا الإفريقية من الاستقلال إلى اليوم، ومحو الإرث الغربي الأمريكي الأوروبي في التاريخ الإفريقي، وتجديد كتابة تاريخ جنوب الصحراء الإفريقية، والابتعاد عن فهوم عنصرية لأسطورة “لعنة نوح”.

ومن بين ما يضمّه الكتاب بحث لأستاذ الدراسات الإفريقية أحمد شكري، الذي استحضر مقولة للروائي النيجيري تشينوا أتشيبي، الذي قال، منذ سنة 1958: “إذا لم تكن راضيا عن السيرة التاريخية التي كتبها الآخرون عنك ولكَ/ فاكتب تاريخك الخاص”، مردفا: “هذا ما ننشده جميعا؛ نريد أن نكتب تاريخنا الخاص بأنفسنا”.

ويطمح الكتابان إلى أن تكون لإفريقيا بصمتها الخاصة، التي تعبّر بدقّة عن فهومها، ورؤاها، وألسنتها، وتطلعاتها، وطموحاتها، فضلا عن استيعاب إفريقيا نفسَها، وتعدُّدَها، وإبداعها.