وافقت اللجنة الوزارية المعنية بالمشتريات الحكومية في بنغلادش (CCGP)، الاثنين، على اقتراح تقدمت به وزارة الزراعة في هذا البلد الآسيوي من أجل شراء 40 ألف طن من الأسمدة الفوسفاطية من المملكة المغربية عن طريق “مؤسسة بنغلادش للتنمية الزراعية”، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء البنغالية الرسمية.
وليست هذه هي المرة التي تتجه فيها دكا إلى الرباط من أجل تأمين حاجتها من الأسمدة، حيث سبق أن أعلنت الحكومة البنغالية في سنة 2022 نيتها استيراد حوالي 30 ألف طن من الأسمدة المغربية، خاصة بعد انخفاض إمداداتها من روسيا بعد الحرب في أوكرانيا، إذ سبق لوزير خارجية هذا البلد أن صرح بأن بلاده تواجه صعوبات من شراء الأسمدة من موسكو بسبب العقوبات الغربية.
في هذا الإطار، قال رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، إن “المملكة المغربية عملت، في السنوات الأخيرة، على تنويع زبناء أسمدتها، سواء في إفريقيا أو في آسيا، في إطار استراتيجيتها لرفع صادراتها على هذا المستوى”.
وفي هذا الصدد، أفاد الخبير الفلاحي، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، بأن “الرباط حريصة على مساعدة مجموعة من الدول، على غرار بنغلادش وبعض الدول الزراعية في آسيا، على ضمان أمنها الغذائي المرتبط بمجموعة من الشروط المتعلقة بالمناخ والتربة وتوفير الأسمدة”.
وحول تنافسية الأسمدة المغربية في الأسواق الآسيوية، أشار أوحتيتا إلى “وجود الصين كمورد لمجموعة من الدول في هذا المجال الجغرافي؛ غير أن المنتج المغربي قادر على المنافسة، لأن هذه الدول تبحث عن المادة الفوسفاطية الخام بالنظر إلى أنها تمتلك الوحدات التحويلية عكس إفريقيا.. وبالتالي فإن المغرب يحقق أفضلية على هذا المستوى”.
وسجل الخبير الفلاحي ذاته أن “توريد الأسمدة المغربية إلى دول جنوب وشرق آسيا يمكن أن يكون مدخلا ليس فقط لتموقع المغرب في أسواق الأسمدة في هذه القارة، وأيضا لتعزيز المبادلات التجارية بين الرباط وهذه الدول خاصة على المستوى الفلاحي، إذ إن هذه البلدان تنتج مجموعة من المنتجات الزراعية التي يحتاجها المغرب في الظرفية الحالية المتسمة بالجفاف، على غرار القطاني والحبوب”.
وخلص المصرح لجريدة النهار إلى أن “المغرب يراهن، من خلال هكذا استراتيجيات، على تعزيز التعاون مع مختلف الدول في إطار الدبلوماسية الفوسفاطية التي تشكل مفتاحا لتوطيد العلاقات والتبادلات التجارية بين الدول من أجل تحقيق المصالح المشتركة وفي إطار سياسة رابح- رابح”، مسجلا أن “هذا النهج المغربي أثبت فعاليته في القارة الإفريقية”.
