تباينت ردود فعل هيئات الصيادلة بالمغرب حيال المعطيات الذي تحصلت عليها جريدة النهار بخصوص بداية عرض منتجات القنب الهندي المنتجة بشكل قانوني للبيع بصيدليات المملكة ابتداء من منتصف يونيو المقبل، إذ اعتبرت بعضها أن “الترتيبات بدأت”، في وقت تقول أخرى إن “الصرف مازال ضبابيا نتيجة عدم التواصل”.
في هذا الإطار قال حمزة كديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة صيادلة المغرب، إن “هناك استعدادات جارية، خصوصا أننا نعرف أن هذه المنتجات ستأتي قريبا للصيدليات”، مشيراً إلى أن “التاريخ بدقة ليس متوفراً لدى الصيادلة، لكن ما تم إشعار الفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي به هو أن الطرح في الشبكات الصيدلية سيكون في غضون أسابيع”.
وأوضح كديرة، في تصريح لجريدة النهار، أن مصالح وزارة الداخلية طلبت رأيه في التوزيع قبل نحو أسبوعين، وأشعرها بأن التوزيع الأمثل (بالنسبة إليه) يكون عبر الصيدليات، “حتى تكون العملية مضبوطة، من أجل حماية الشباب والمجتمع عامة من الاستعمال السلبي لهذه المواد، خصوصا أنها تنزل إلى الأسواق رهن إشارة المواطنين للمرة الأولى”.
وأورد الفاعل في قطاع الصيدلة أن “هذه المواد عموما لا تسري عليها شروط الأدوية الأخرى التي يمكن أن يصفها الطبيب، لكون مستخلصات القنب الهندي تستعمل فقط في المكملات الغذائية ومواد التجميل”، مسجلاً أن “الطّبيعة العمليّة لهذه المُستخلصات تجعلها في غنى عن تدابير أخرى يمكن أن تخضع لها الأدوية الأخرى بكافة أشكالها، خصوصا التي تخصّ أمراضاً معينة”.
من جهة أخرى نفى محمد الحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، التوصل بأي معطيات تفيد بنزول مستخلصات القنب الهندي إلى الأسواق الصيدلية، مسجلا أنه “يفترض قبل الخوض في هذه الخطوة التشاور مع الكونفدرالية وباقي الهيئات المهنية في قطاع الصيدلة من أجل ضمان تدبير تشاركي فعال وتوزيع آمن لهذه المستخلصات”.
وإذا كان الموضوع واضحاً عند كديرة الذي قال إن المواد المعنية تهمّ التجميل والمكمّلات الغذائية فإن الحبابي، في تصريحه لجريدة النهار، سجل أنه “ليست هناك معلومات متوفرة حول وجود مواد طبية ضمن مستخلصات ‘الكيف’”، موضحاً أنه “أيضا ليس معروفاً في أيّ خانة وجدول أدوية سندرجها”، وزاد: “ليس هناك تاريخ دقيق، ومن الصّعب طرحها في يونيو”.
وثمن المتحدث ذاته اتجاه المغرب في هذا الملف، خصوصاً أنه مشروع كبير، مستدركاً: “الصّرف يحتاج توضيحاً مدعوماً بمسلك قانوني”، وختم: “ليست هناك ترتيبات بما أنه ليست هناك معلومات كافية؛ غير أن هذه المنتجات ستكون في الصيدلية كباقي الأدوية، ومن الجيد أن تخضع للتداول بشكل قانوني وصحي وآمن”.
وكان مصدر مسؤول كشف لجريدة النهار أن أول توزيع سيكون انطلاقا من منتصف يونيو، وسيكون حكرا على الصيدليات، “حفاظا على المراقبة والتتبع”. وهذا في وقت تنكب الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي على عقد اجتماعات، مع زيارات ميدانية إلى المصانع، من أجل الوقوف على برمجة التحويل المرتقب.
