جزء ثامنٌ جديد صدر من سلسلة كتابات الصحافي البارز والشاعر والمفكر المغربي من أصول موريتانية محمد باهي حرمة، رأى النور بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 29 المختتمة أمس الأحد في الرباط.
هذه الأجزاء التي يشرف على إصدارها الحقوقي ورفيق درب العلَم الراحل مبارك بودرقة، المعروف زمن سنوات الرصاص بـ”عباس”، تنضم إلى سلسلة “يموت الحالم ولا يموت حلمه” التي فيها أعماله الصحافية، وتحليلاته، وملاحظاته، وقراءاته النقدية.
في حوار مع جريدة جريدة النهار الإلكترونية؛ يبيّن مبارك بودرقة أهمية كتابات محمد باهي، بوصفها ذاكرة أمّة، وتاريخا وآراء ومواقف يستفاد منها، ويكشف طموحه إلى الوصول إلى الجزء العشرين ثم إصدار الأعمال الكاملة في سلسلة واحدة تجمع مختلف إنتاجات باهي، الصحافية والتحليلية والأدبية.
هذا نص الحوار: – قلت إنك تطمح إلى الوصول إلى الجزء العشرين من كتابات باهي، لماذا هذا التشبث بإخراج الإرث الصحافي لصاحب “رسالة باريس”؟.
التشبث دافعه إحياء تراث محمد باهي، وهو ليس تراثي، بل من سيستفيد منه هو الشعب المغربي. هذا مشروع أمّة، ووزارة الثقافة مع الأسف هي التي ينبغي أن تقوم بهذا، لأنه ليس فرديا، بل عمل أمة، فهذا تاريخ سيستفيد منه المؤرخون والباحثون.
مقالات باهي عندما يكتبها كأنه يؤرخ لتلك اللحظة، وله مصداقية، وأعماله مرجعية. وسعيد بالتعب الذي ألقاه، لأنني أرى نتائجه في الجامعات، من أطروحات ماستر ودكتوراه جديدة حول عمله.
والأمر نفسه بالنسبة إلى عبد الرحمن، فببغداد العراقية أجرى باحث أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه حوله، وأصدرها في كتاب، بعدما اتصل بي وأرسلت له كتُب “أحاديث في ما جرى: مذكرات عبد الرحمان اليوسفي”.
من الجميل أن تخترق هذه الكتابات الحدود، وعما قريب سيصدر عن جامعة السوربون كتاب جديد حول باهي.
– الآن صدر الجزء الثامن من سلسلة كتابات محمد باهي، ما الذي يحمله بعد توثيق كتابات “المحرر” و”الاتحاد الاشتراكي”؟.
ننشر كل ما نجمعه من الكتابات لأننا لا نجد كل ما كتبه. في “جريدة العلم” مثلا بعد الفيضانات التي وقعت بالمقر فقدنا بعض الأرشيف.
في هذا الجزء الثامن نشرتُ ما كُتب في “صحراء المغرب” التي كان يصدرها علال الفاسي، وجزءا مما نشر في “جريدة العلَم”. وسيذهب الأخضر إبراهيم إلى واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كلفته بالبحث عن أرشيفات الجرائد، لنكمل النشر.
وبعد إكمال النشر سنعيد نشر عمل باهي؛ إما نشرا كرونولوجيا ينضبط لزمن صدور كل مقال، أو موضوعاتيا بنشر إنتاجاته حسب مواضيعها.
– من بين ما دعا إليه الباحثون المهتمون بباهي الاهتمام بجوانب أخرى من كتابته مثل الرواية، ما عملكم في هذا الإطار؟.
كل هذا عطاء باهي، ولماذا لا نجمعه وننهي تركه مشتتا؟.
لقد نشرنا سابقا مع مجلس الجالية المغربية بالخارج “اكتشاف باريس” وانتهى. الآن العمل هو أن نصدر عمل باهي في مجموعة واحدة، حتى يجده كاملا من يبحث عنه.
هذا عمل لصالح الأجيال المقبلة، فبعد 100 عام أو يزيد سيُستفاد من هذا العطاء كثيرا، فمحمد باهي فخر للمغرب.
