نظّم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في اليوم التاسع من المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته التاسعة والعشرين، ندوة خصصت لتكريم العميد الراحل واللساني البارز بناصر وسكوم، أطرتها بربارة رحمة، أستاذة التعليم العالي بكلية ظهر المهراز جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
وتميزت الندوة بمشاركة نجل الراحل منير وسكوم، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان، وأحمد بوعود، أستاذ التعليم العالي بكلية عين الشق جامعة الحسن الثاني، والحسين المجاهد، الكاتب العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. كما قام بتسيير اللقاء فاطمة بوخريص، باحثة في الثقافة الأمازيغية.
الحسين المجاهد، الكاتب العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وصف الباحث بناصر وسكوم بـ”ركيزة من ركائز المعرفة الوطنية والإنسانية”، موضحا أهمية أحد إصداراته موضوع الندوة “القاموس الأمازيغي-الفرنسي لقبيلة آيت ويرة الأطلس المتوسط” المرجع الأمازيغي الأساس، لتعزيز والحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغيتين.
من جانبه، أشاد الأكاديمي أحمد بوعود بأهمية القواميس في الحفاظ على الرصيد المصطلحي للغة، بما فيها اللغة الأمازيغية؛ تلا ذلك تقديم رحمة بربارة مجموعة من النقاط المتعلقة بالمشترك العلمي، والاهتمامات البحثية التي جمعتها بالباحث بناصر كونها.
كما سلطت بربارة الضوء على الأثر العلمي، مشيدة في الوقت ذاته بتفاني الراحل وشغفه بالتدريس وكذا بنهجه العلمي الذي خلفه برحاب كلية الآداب ببني ملال.

يشار إلى أن الموعد المذكور عرف حضور أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تقديرا لمساهمة الراحل الاستثنائية في البحث اللغوي والنهوض بالثقافة الأمازيغية؛ إلى جانب شخصيات أكاديمية مغربية مرموقة من زملاء الراحل وأصدقائه وطلابه السابقين وأقاربه، بمن فيهم الأبناء والأحفاد.
وفي هذا السياق سردت سعاد وسكوم، نجلة الراحل، جوانب إنسانية عديدة من حياة والدها، موضحة نزاهته وطيبته وحبه غير المشروط الذي أثر في كل من عرفه.
من جانبه، قال منير وسكوم “إن يوم السبت 18 ماي 2024 سيبقى محفورا في ذاكرتي، باعتباره يوما مفعما بالمشاعر النبيلة التي جمعتنا في المعرض الدولي للنشر والكتاب (SIEL) بالرباط، لتكريم الأكاديمي بناصر وسكوم.
وأضاف نجل الأكاديمي الراحل المحتفى به في هذا اللقاء العلمي: “إنه لشرف لي الاحتفال بمسيرة والدي وإنجازاته، وكذا وقوفي لتجسيد هذا التكريم، الذي اتسم بالاحترام والامتنان، صداه عميق لدى جميع الذين تأثروا بكرمه، اللامتناهي، ونبله العميق”.
وختم المتحدث ذاته: “ما عشناه من القصص والأحداث الإنسانية تحت سقف هذا المعرض، الذي نشارك فيه اليوم، يجعلنا لا نعيد الذكرى فحسب؛ بل نعيد هذا الإرث إلى دورة الحياة المعرفية المليئة بالحب والإنسانية”.
