“مفتاح السعد” تثمن الرأسمال اللامادي

"مفتاح السعد" تثمن الرأسمال اللامادي
حجم الخط:

شهد رواق مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال اللامادي بمعرض الكتاب، على مدى يومين، توافد نزر يسير من الزوار المغاربة والأجانب وزيارات لممثلي جمعيات ثقافية بالخارج، وممثلين عن وزارة الثقافة الفلسطينية، فضلا عن طلبة البعثات وتلاميذ المدارس العمومية والخاصة.

وأبدى الزوار اهتماما بمجسم “الخطارة” المعروض بمدخل الرواق، كما الوافدون من التلاميذ والطلبة وكذا الفاعلين في مجال التراث اللامادي حول ماهية “الخطارة” وطريقة عملها وتأثيرها المباشر على الساكنة.

وفي السياق نفسه، استأثر مجموعة من التلاميذ بفن الخط الذي خصص له نشاط في الرواق، إذ تمكن التلاميذ الزوار من القيام بتجربة الكتابة بالخط المغربي على الألواح التقليدية كما كان سائدا في بعض الأوساط القروية والصحراوية، وذلك كتعريف من المؤسسة التي تعنى بالتراث اللامادي حول هذا الصنف من الموروث الأصيل المغربي.

وعرضت المؤسسة برواقها الخاص مجموعة من أهم أنواع التراث المغربي، أبرزها مجسم كبير لـ”الخطارة”، التي تعد إحدى أهم وسائل الري التقليدية للمحافظة على الماء وجودته، باعتبارها عنصرا مهما يضمن التوزيع العادل للماء وعنصرا أساسيا في محاربة ظاهرة التصحر، كما تساهم في توفير الاستقرار للساكنة القروية وضمان إنتاج فلاحي محلي يتعلق بمنتوجات الأراضي الصحراوية، خاصة وأنها تعمل على نقل المياه الجوفية عبر الصحراء القاحلة، بصبيب متساو، إلى جميع الواحات.

يشار إلى أن الرواق شهد منذ افتتاحه حضور رئيسة المؤسسة، بدر السعود العلوي، التي تشرف باستمرار على مواكبة وتفقد معروضات الرواق المتنوعة، أبرزها إصدارات المؤسسة وعينة نادرة من المخطوطات، تعود إلى بداية التسعينات من القرن الماضي، تتناول في مجملها رسائل سلطانية، فضلا عن قيامها بمباحثات مع أساتذة مهندسين وخبراء قدموا لزيارة الرواق والمشاركة بآرائهم وخبراتهم في المجال.

وأفادت رئيسة المؤسسة خلال حديثها عن “التراث اللامادي-الخطارة نموذجا”، بأن المؤسسة تلعب دورا تحسيسيا بأهمية “الخطارة”، وتنبيه وتحسيس المسؤولين بدورهم المحوري في خلق مشاريع تروم تجويد عمل “الخطارات”، التي تضمن توفير الاستقرار لساكنة البوادي والأراضي الصحراوية وأمنهم الفلاحي والغذائي.

حري بالذكر أن الرواق عرف زيارة خاصة لممثلي بعض الجمعيات من المكفوفين وذوي الهمم، الذين تجاوبت معهم رئيسة المؤسسة بخصوص تساؤلاتهم وأفكارهم.
وبالموازاة مع ذلك، شهد الرواق حضورا بارزا لأهم أعمدة المعمار المغربي “الزليج”، إذ عرضت مؤسسة مفتاح السعد للزوار آليات وكيفيات صناعة “الزليج” المغربي، وذلك بحضور معلم حرفي في المجال، استعرض على مرأى من الحضور كيفية تصفيف قطع “الزليج” للبناء، فضلا عن تقنيات إنجاز “السقاية” كنموذج.

وفي الإطار نفسه، استعرض الرواق مجموعة مهمة من الملصقات التفسيرية التي تشرح عناصر “الخطارات” وتبين خريطة توزيعها ببعض أرجاء المملكة، بالإضافة إلى عرض بعض إصدارات المؤسسة التي تعنى بالتراث اللامادي وتتخذ “الخطارات” نموذجا، وصور نادرة تعود إلى خمسينيات القرن الماضي للملك الراحل الحسن الثاني وهو يقوم بجولة تفقدية حول “خطارات” جهة درعة تافيلالت.

كما استشهد الرواق عن أهمية التراث في الثقافة المغربية بعرض مقتطفات خاصة من خطابات الملك محمد السادس، تحدث فيها بجلاء عن أهمية الرأسمال اللامادي باعتباره اللبنة الأساسية والهامة في عجلة التنمية البشرية، وكذا باعتباره من أحدث المعايير المعتمدة دوليا لقياس القيمة الجمالية للدول.