توفيق إزديو: الكوريغرافيا إضافة نوعية للمجال الثقافي والفني في المغرب

توفيق إزديو: الكوريغرافيا إضافة نوعية للمجال الثقافي والفني في المغرب
حجم الخط:

قال المصمم الكوريغرافي توفيق إزديو إن “السبب الذي أوقف مسيرة أغلب الكوريغرافيين الأفارقة والقادمين من العالم العربي ودفع إلى انتقالهم إلى السوق الأوروبية والدولية، يتمثل في التقليد عوض الانطلاق من إرثهم وطفولتهم وتجاربهم لخلق عالم جديد وإبداع متميز”.

وعن السبب الذي جعل اسم توفيق إزديو غير متداول بشكل كبير بين المغاربة، قال إزديو الذي كان يتحدث خلال مروره ضمن برنامج “المواجهة-FBM” الذي يعده ويقدمه الناقد والإعلامي بلال مرميد ويبث على قناة “ميدي1 تيفي”: “ربما نحن سابقون لوقتنا، وفي الوقت نفسه نحن ننطلق من ثقافتنا وحضارتنا وموسيقانا وتجاربنا”.

وأضاف في السياق ذاته: “إذا تحدثنا عن بدايتنا في الألفينات يمكن القول إن الجمهور لا يعرف الرقص المعاصر، لكن لا أعتقد الآن أن الجماهير لا تعرف هذا الفن بعد حوالي 17 سنة من العمل وتكوين أربعة أجيال في هذا الفن، خاصة في ظل وجود إعلام يسلط الضوء عليه”.

وأكد توفيق إزديو، مؤسس المهرجان الدولي للرقص المعاصر في مراكش، أن “الكوريغرافي المغربي يشكل إضافة نوعية للمجال الثقافي والفني. وبالتالي، فهو في حاجة إلى التبني والاحتضان لكونه ينطلق من الإرث ويحرص على التجديد الدائم والمتواصل على المستوى العالمي”.

وعن بداية مساره الفني، قال ضيف بلال مرميد: “أسرتي لم تقبل ولوجي هذا العالم، وكنت في البداية أحمل حقيبتي الرياضية على أساس أنني ذاهب لممارسة رياضة الملاكمة، إلى أن شاهدني أخي ذات يوم في التلفاز”.

وأضاف توفيق إزديو الذي لمع نجمه في الموسيقى والرقص المعاصر في عدد من المحافل الدولية: “والدني الآن يتابع كل أعمالي في هذا المجال، وباقي أفراد أسرتي يتابعون ويعترفون ويحترمون مساري”.

وفي سياق آخر، قال إزديو: “قبل ولوج هذا الميدان اشتغلت بمجموعة من الأنشطة، كالتجارة والحفلات والمطاعم والرياضة…، وهو ما ساعدني على النجاح في الرقص المعاصر الذي يعتمد على خليط من المهارات القابلة للتطوير والتوجيه”.

ونبّه المصمم الكوريغرافي إلى أن “الرقص المعاصر في حاجة لإحداث سوق في المغرب، لأن المغاربة محرومون من مجموعة من العروض التي يقدّمها كوريغرافيون مغاربة بعدد من الدول الأجنبية أمام كل الجماهير العالمية باستثناء المغاربة”.

وعن الوضع الحالي للرقص المعاصر وحاجياته في المغرب، أكد إزديو ضرورة “إحداث مراكز خاصة بالتكوين في الرقص المعاصر، بالنظر إلى عدم إمكانية مزج هذا الفن مع احتياجات المجالات الأخرى”.

وقال: “هناك فضول واحتياج لمنطق جديد، والدليل أن كل من يحضر عرضا ما يحرص على مشاهدته من البداية إلى النهاية، وحتى إذا طرح المشاهد أسئلة بعيدة عن الواقع في هذا الفن، فإنه يشرع في التفكير والفهم والاقتراح”.

وبخصوص إقحام الرقص المعاصر في ألوان فنية أخرى بشكل سطحي، قال ضيف مرميد: “أنا ضد مشاركة الراقص على شكل ديكور يؤثث الفيديو كليب أو المسرحية، وضد كل مخرج مسرحي يتعامل مع الرقص المعاصر على هذا الأساس”.

وبين الماضي والحاضر، قال إزديو: “أنشأنا في السنوات الأولى مختبرا لتكوين راقصين معاصرين، وأسفر ذلك المجهود عن تخرّج عدد من الراقصين الذين يواصلون مسارهم إلى اليوم. وفي 2019، بدأنا التفكير في مشروع إنشاء مدرسة خاصة لهذا الرقص؛ المشروع جاهز الآن في انتظار توفّر المتطلبات الضرورية لإنجاحه”.