سلط المشاركون، أمس الاثنين بمراكش، خلال أشغال المنتدى العربي الثاني لحماية البيئة في مجال صناعة الطيران المدني، الضوء على أهم المستجدات المتعلقة بحماية البيئة في مجال الطيران المدني، ومناقشة السبل الكفيلة لتعزيز نظام نقل جوي مستدام وصديق للبيئة في المنطقة العربية، عبر التداول في المواضيع المتعلقة بحماية البيئة، خلال جلسات حوارية تخص بعض المواضيع همت استعمال وقود الطائرات وبرنامج خفض الانبعاثات، والمطارات الخضراء، وجودة الهواء المحلي.
وأجمع المشاركون، في هذا المنتدى المنظم بمبادرة من المنظمة العربية للطيران المدني بدعم من وزارة النقل واللوجستيك (المديرية العامة للطيران المدني)، أن تحديات تطوير وإنتاج وقود الطيران المستدام على نطاق واسع في الدول العربية، تعزى الى صعوبة الوصول للتمويل لتطوير وإنتاج الوقود المستدام، وشح المواد الأولية اللازمة للإنتاج، وغياب المحفزات الحكومية لخفض التكلفة التي تتضاعف مقارنة بالوقود التقليدي.
وأكد المشاركون، أن الاستدامة البيئية خصوصا في مجال الطيران المدني، تعد التحدي الأكبر في القرن ال21، مبرزين أهمية تكثيف العمل من أجل استهلاك كميات أقل من الطاقات والاعتماد على الطاقات المتجددة، مشددين على أهمية التعاون الدولي وبناء القدرات من أجل تعزيز الجهود الدولية لحماية البيئة في مجال الطيران المدني العالمي.
وفي هذا الإطار، أوضح عبد النبي منار المدير العام للمنظمة العربية للطيران المدني، أن هذه الأخيرة تسعى لتبني مبادرة عربية للتعجيل بتطوير وإنتاج وقود الطيران المستدام والمنخفض الكربون ومصادر الطاقة النظيفة الأخرى لأغراض الطيران.
وأشار منار إلى أن هذه المبادرة تقوم على عدة محاور أبرزها دراسة إنشاء فريق إقليمي عربي مشترك مع منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) لوقود الطيران (وقود الطيران منخفض الكربون، وقود الطيران المستدام، وقود الطيران النظيف)، والتنسيق والتواصل مع مؤسسات التمويل والدول لتمويل دراسات الجدوى التقنية حول إمكانات الدول العربية لتطوير وإنتاج أنواع وقود الطيران.
من جانبه، أكد طارق الطالبي مدير النقل الجوي بالمديرية العامة للطيران المدني، التزام المملكة المغربية بدعم الجهود الهادفة إلى ضمان نقل جوي آمن وفعال وتنافسي ومستدام، تماشيا مع توصيات وتوجيهات منظمة الطيران المدني الدولي.
وأشار إلى أن انخراط المغرب في جهود حماية البيئة في مجال الطيران المدني، تجسد في التوقيع على إعلان التحالف بشأن الطموح المناخي للطيران الدولي خلال مؤتمر الأطراف في غلاسكو في نونبر 2021، والتزامه بإعلان “تولوز” بشأن التنمية المستدامة وإزالة الكربون من الطيران المدني خلال قمة تولوز للطيران التي نظمت في فبراير 2022.
وخلال هدا اللقاء الإقليمي، جرى استعراض مجموعة من المشاريع والبرامج المتكاملة التي يجري تنفيذها من أجل ضمان الاستدامة الاجتماعية والبيئية والتخلص من الانبعاثات، خاصة في عمليات الشحن والتفريغ، والوقوف عند الحلول المبتكرة من أجل حسن تدبير المياه والنفايات بجميع أشكالها، وإبراز مختلف المبادرات المهمة المتعلقة بمراقبة وقياس جودة الهواء ومستوى الضجيج والحرارة والرطوبة والغازات داخل البنيات المطارية بالدول العربية.
