هل تلجأ جامعة كرة القدم إلى حكام أجانب؟

هل تلجأ جامعة كرة القدم إلى حكام أجانب؟
حجم الخط:

سبق للجامعة الملكية لكرة القدم أن استعانت بحكام أجانب لإدارة مباريات في البطولة المغربية، إذ عينت أربعة حكام من جنسيات مختلفة بهدف الاستعانة بخبرات أفضل.

وضربت أزمة حقيقية التحكيم المغربي في السنوات الأخيرة، بعد احتجاجات قوية من قبل الفرق الوطنية، إلى جانب ارتباطه بقضية فساد تفجرت إعلاميا في الأيام الماضية، فتحت على إثرها لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحقيقا، منذ ثلاثة أشهر، بشأن مباراتين في القسم الأول من الموسم الماضي تهم أحد فرق الدار البيضاء.

أزمة التحكيم والاستعانة بالأجانب

مع انتشار الأخبار بشأن الفضيحة التحكيمية الأخيرة، تساءل متابعون للشأن الكروي المحلي عن إمكانية استعانة جامعة الكرة بالحكام الأجانب. ويقول الحكم الدولي السابق يوسف رشاد في هذا الصدد إن الأمر سيكون إيجابيا للكرة الوطنية من أجل تبادل الخبرات بين الطرفين، ومنح الحكام المغاربة فرصا جديدة أيضا لإدارة مباريات خارج المغرب، للاستفادة من مستويات أفضل.

ويشير رشاد، نائب رئيس جمعية الحكام بسويسرا، إلى أن “الوضع التحكيمي الحالي في المغرب جد صعب، ولا بد من العمل على إعادة هيبته من خلال تكوين جيد للحكام، وخلق التنافسية بينهم ومنح الفرص للجميع بدون محاباة”.

هل الحكم الأجنبي هو الحل؟

أكد رشاد أن “الحكم الأجنبي في البطولة الوطنية ليس حلا نهائيا، بل هو جزء من تكوين الحكام المغاربة من خلال الاحتكاك بمدارس كروية تجاوزت ‘الأحكام البدائية’، وتطورت بحكم أنها تتلقى تكوينات على أعلى مستوى بفضل المسؤولين الساهرين على القطاع الأكثر حساسية في كرة القدم”.

ويعتقد المتحدث أن المغرب، رغم كل هذه الانتقادات، “يتوفر على حكام جيدين ومواهب بإمكانها أن تؤكد علو كعبها، فقط يجب أن تواصل التكوين وتجتهد بشكل مستمر”.

تاريخ البطولة مع الحكام الأجانب

من خلال بحث “النهارت” العميق عن تعيينات الحكام الأجانب لإدارة مباريات في البطولة الوطنية، تبين أن الجامعة الملكية لكرة القدم سبق أن اعتمدت على أربعة حكام من جنسيات مختلفة.

وتعود أول مشاركة أجنبية في تحكيم مباريات البطولة إلى سنة 1993، بتعيين الجزائري محمد حنصل لإدارة “ديربي البيضاء” بين الوداد والرجاء.

وعادت الجامعة لتمنح الفرصة للفرنسي من أصول مغربية سعيد النجيمي، الذي كان ينشط في البطولة الفرنسية، لقيادة مباراة بين الوداد الفاسي والجيش الملكي سنة 2010؛ كما سبق للمصري جهاد جريشة أن أدار مباراة “الكلاسيكو” بين الجيش الملكي والرجاء سنة 2019، وبعده السنغالي ماغيت نداي في السنة نفسها، في مباراة مولودية وجدة ونهضة بركان.

ويبقى السؤال المطروح بخصوص التحكيم الوطني هل بإمكان التكوين الجيد أن يعيد لنا حكما بقيمة المرحوم سعيد بلقولة، الذي منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم شرف إدارة نهائي “المونديال” سنة 1998، كأول عربي وإفريقي في تاريخ نهائيات كأس العالم؟ أم من الأفضل الاعتماد على حكام أجانب من أجل إنهاء اللغط بهذا الشأن؟.