هيكل: تدريس العامية ليس مؤامرة.. والفكر الديني جعل اللغة العربية مقدسة

قال عبد الباسط هيكل، أستاذ العلوم العربية وآدابها بجامعة الأزهر بمصر، إن الدرس اللغوي والعقل الإنساني شرع، بعد الحرب العالمية الثانية، في النظر إلى اللغة كأداة للاتصال، “وهو الفعل الذي قد يتحقّق بالعامية أكثر من الفصحى، إذ بدأت تتطور الأفكار حول كيف نستطيع أن نطور من أدوات الاتصال بغرض الوصول إلى جمهور أوسع”.

هذا الأمر، حسب هيكل الذي كان يتحدّث في إحدى حلقات برنامج “في الاستشراق”، الذي يقدّمه الإعلامي المغربي ياسين عدنان عبر قناة “المجتمع” على منصة “يوتيوب”، كان من “منطلق سياسي للتأثير أو اقتصادي بغرض الترويج للسلع”.

ويرى الأستاذ الأزهري أن الاهتمام بالعامية، كتدريس العامية المصرية أكاديمياً في الجامعة الأمريكية بمصر، “ليس بدافع المؤامرة على اللغة العربية، لكن بدافع سرعة الوصول إلى الإنسان في هذا الزمن الشديد التطور”.

داخل هذه العملية من التفاعل، يضيف المتحدّث ذاته، “يوجد أيضاً طرح آخر يدعو إلى تطوير لغة ثالثة، أو ما يُطلق عليها داخل الأروقة العلمية ‘العربية المعاصرة المتخففة من الكثير من الأعباء والكثير من الألفاظ ورطانة الماضي ومن العامية المحلية’، والتي تُعتبر قادرة على تجاوز جمهور دولة أو قُطر بعينه إلى مخاطبة القُطر العربي”.

وتابع الأستاذ ذاته: “إذا نظرنا في عمر القواعد العربية منذ سيبويه إلى الآن وقارنا بينها وبين سائر اللغات سنجد أن تطوراً هائلا حدث ونقلات جيدة جداً ما عدا في اللغة العربية”، مرجعاً ذلك إلى “الظن بأنه عندما نحافظ على قواعد اللغة سنحافظ على الاتصال بالقرآن، ما أثر سلباً على التواصل بالعربية”.

ويرى عبد الباسط هيكل أنه “من الصعب إحداث تغييرات في اللغة العربية في الوقت الراهن، ما يخلق إشكاليات في تعلّمها مرتبطة بأن قواعد النحو كثيرة وبها كثير من التفاصيل”، ويرجع السبب في ذلك، حسبه، إلى “غياب مرجعيات لغوية أكاديمية موحدة في المجتمعات العربية”.

كما قال ضيف “في الاستشراق” إن “العرب فكّروا منذ مائة سنة في تحديث اللغة العربية ولم يتم ذلك، بينما في اللغة الإنجليزية تًضاف كلمات وتغيب أخرى باستمرار”.

وبالنّسبة للأستاذ ذاته فإن “اللغة هي ملك للإنسان، فهو من يصنعها وتنمو بنمو المجتمعات وتتراجع بتراجعها”، مشيراً إلى ما وصفها بـ”المغالطة المسؤول عنها الفكر الديني حين جعل اللغة العربية وكأنها لغة الإله لأنها لغة القرآن، ما جعلنا حين نمارس نقداً للغة يُظن أننا نمارس نقدا للمقدّس، أو هم يدخلون معارك ويظنون أنهم يُدافعون عن المقدس”، وفق تعبيره.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة النهار على Google News
زر الذهاب إلى الأعلى