والي مراكش يطلع على الوضعية المقلقة لحقينة السدود بالجهة ودعوة لعقلنة وترشيد استعمالات المياه

والي مراكش يطلع على الوضعية المقلقة لحقينة السدود بالجهة ودعوة لعقلنة وترشيد استعمالات المياه
حجم الخط:

أكد محمد اشتيوي مدير وكالة الحوض المائي لتانسيفت، خلال اجتماع للجنة اليقظة لتتبع الوضعية المائية، احتضنه مقر ولاية جهة مراكش، نهاية الأسبوع الماضي، أن هناك عجزا كبيرا في حقينة السدود بالجهة التي تزود مراكش الكبير بالماء الصالح للشرب، رغم التساقطات المطرية الأخيرة المسجلة.

وبلغت حقينات السدود الرئيسية بجهة مراكش- آسفي ، إلى غاية 18 دجنبر المنصرم، 125,38 مليون متر مكعب، بمعدل ملء نسبته 33,45 بالمائة، بحسب ما أفادت به المديرية العامة للماء، التابعة لوزارة التجهيز والماء.

وذكرت المديرية العامة للماء، في معطيات حول الوضعية اليومية للسدود بالمملكة، أن هذا المعدل يفوق مستوى ملء السدود خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية (28 بالمائة) بمخزون مائي قدره 105 ملايين متر مكعب.

وشكل هذا الاجتماع، الذي ترأسه كريم قسي لحلو والي جهة مراكش آسفي، مناسبة للاطلاع على الحالة الهيدرولوجية بالجهة، وتقييم السياسة المائية بها، في أفق تحقيق الأهداف المسطرة، الرامية إلى حسن تدبير وتنمية الموارد المائية، وإرساء تنمية مستدامة تعود بالنفع على ساكنة الحوض المائي لتانسيفت.

وأوضح مدير الوكالة خلال استعراضه للوضعية المائية الراهنة، وتطور الحالة الهيدرولوجية خصوصا منها الفترة الممتدة من شهر شتنبر إلى شهر دجنبر، أن الظرفية الحالية تستدعي المزيد من التعبئة وانخراط كافة المتدخلين في قطاع الماء لتفعيل جميع الإجراءات المتعلقة بحسن تدبير استعمال الماء، و الاقتصاد فيه بصفة دائمة و مستمرة.

وسلط مدير وكالة الحوض المائي الضوء على أهمية التدبير المندمج والتشاركي للموارد المائية على مستوى حوض تانسيفت لمواجهة التحديات المطروحة، كما تم تقديم مختلف السيناريوهات المحتملة في ما يخص التقديرات المتعلقة بنسب ملئ السدود و كيفية تدبيرها لضمان تزويد الساكنة بهذه المادة الحيوية.

ولتنزيل أمثل لمختلف الإجراءات المتخذة من طرف لجنة اليقظة، أعطى والي مراكش توجيهاته للجنة من أجل التركيز على أهم التدابير المتخذة وإيلائها العناية الخاصة لضمان نجاعة وفاعلية أكبر ضمانا لتزويد أمثل للساكنة في ظل هذه الظرفية الصعبة،كما أعطى تعليماته لإعداد خطة عمل تتعلق بتدبير المياه الجوفية نظرا لطابعها الاستراتيجي في توفير الماء للصالح للشرب.

وأكد والي مراكش، أن تغطية الحاجيات المتصاعدة لهذه المادة الحيوية تستوجب تعبئة موارد إضافية وإنجاز منشآت مائية جديدة علاوة على عقلنة وترشيد استعمالات المياه في الوسطين الحضري والقروي على حد سواء.

وبخصوص تجنب تبذير الموارد أو الإفراط في استغلالها، تعمل وكالة  الحوض المائي لتانسيفت على تطبيق السياسة المائية لتدبير الطلب من خلال تدابير ترشيد استعمال الماء في السقي والتزود بالماء الصالح للشرب وإخضاع أي استغلال للمياه العادمة بعد معالجتها لترخيص مسبق يحدد نوعية الاستعمال حسب الشروط المعمول بها في هذا الميدان.

ويستهلك المدار الحضري لمدينة مراكش، الذي تغطيه الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، حوالي 5 ملايين متر مكعب شهريا من الماء الصالح للشرب، كما تستفيد مدينة مراكش والجماعات الترابية المجاورة من مشروع ايصال الماء الصالح للشرب انطلاقا من سد المسيرة والذي من المنتظر أن يؤمن تزويد المنطقة بالماء الى حدود سنة 2040، وسيساهم في تحسين ظروف عيش الساكنة، وكذا مواكبة التنمية السوسيو – اقتصادية بالجهة.