عقبات تحول دون استقطاب المزيد من الاستثمار للشركات المغربية الناشئة

أفاد تقرير متخصص حديث ببلوغ استثمارات الاندماج والاستحواذ والتوسع بقطاع الشركات الناشئة في المغرب 232 مليون دولار خلال الفترة من سنة 2019 إلى متم النصف الأول من السنة الحالية، بواقع 111 صفقة.

وأظهرت المعطيات الواردة ضمن تقرير “حالة التكنولوجيا في إفريقيا خلال النصف الأول من سنة 2025.. بناء الزخم من خلال الشراكات التجارية”، الذي أعدّته وأصدرته شركة الاستشارات الاقتصادية الرقمية “techcabal Insights”، أن الشركات الناشئة المغربية، في إطار العمليات المذكورة، استقطبت عبر 12 صفقة استثمارات بقيمة 12 مليون دولار خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية.

إعلان عقبات تحول دون استقطاب المزيد من الاستثمار للشركات المغربية الناشئة

وخلال الفترة الممتدة من سنة 2019 حتى نهاية يونيو الماضي تصدّرت نيجيريا الدول الإفريقية في استقطاب استثمارات الشركات الناشئة، من خلال 907 صفقات، بقيمة إجمالية بلغت 4.8 مليارات دولار، متبوعة بكينيا بـ641 صفقة، بمبلغ استثماري إجمالي وصل إلى 3.6 مليارات دولار، خلفها مصر بـ489 صفقة، قيمتها الإجمالي 3.1 مليار دولار.

وسجّل التقرير، الذي تتوفّر جريدة النهار على نسخة منه، إبرام الشركات الناشئة الإفريقية، خلال النصف الأول من السنة الجارية، 29 صفقة اندماج واستحواذ، وتسجيل 20 عملية توسع، و”على الأقل 34 شراكة إستراتيجية كبيرة”.

وواصلت الشركات الناشئة المتخصصة في الخدمات والتكنولوجيا المالية (فينتيك) تصدرها في هذا الصدد، إذ استقطبت 45 في المئة من تمويلات الصفقات المذكورة، أي ما يعادل 648 مليون دولار.

تطور ومكابح

زهير لخديسي، مستشار في التحول الرقمي، قال إن “الأرقام سالفة الذكر تعكس تطورا إيجابيا لقطاع الشركات الناشئة بالمغرب، وتدل على أن البلاد تتوفّر على عدد مهم من المقاولات من هذا الصنف، القادرة على استقطاب الاستثمارات”، مفيدا بأن “جزءا كبيرا من الأخيرة يأتي من مستثمرين أجانب”.

وبالمقارنة مع دول إفريقية أخرى، استدرك لخديسي، في تصريح لجريدة النهار، بأن “المغرب مازال يحتل مراكز متوسطة في الترتيب القاري على صعيد استثمارات الشركات الناشئة”، موضحا أن “نيجيريا ومصر وكينيا ورواندا وغانا كلها بلدان غدت شركاتها ذات قدرة على جلب عدد كبير من الاستثمارات، خاصة تلك المتخصصة في التكنولوجيا والخدمات المالية FinTech”.

وفي هذا الصدد لفت المتحدّث نفسه إلى “جملة من الإكراهات التي تعيق الاستثمارات بقطاع الشركات الناشئة في المغرب”، قائلا إنها “تشمل عائق الطابع الفرانكفوني للبلاد؛ فالملاحظ أن أغلب الدول الإفريقية الناجحة على هذا الصعيد أنغلوساكسونية، تتبع قوانينها المؤطرة فلسفة قريبة من النموذج الأمريكي، الذي يعد فهمه والتعامل معه مرنا بالنسبة للمستثمرين”.

متحدّثا عن الإكرهات دائما أورد المستشار ذاته أيضا أن “التقنين بالدول التي استقطبت عددا كبيرا من الاستثمارات في الشركات الناشئة، وأغلبها أنجلوساكسونية، يكون أقل عدة من الدول الفرانكفونية، وضمنها المغرب”.

كما تحدّث المستشار في التحول الرقمي عن “الصعوبات التي يطرحها نظام الصرف في المغرب، حيث يجد المستثمر صعوبة في إخراج أمواله من البلاد، هذا فضلا عن حجم السوق المغربية الذي مازال صغيرا بالمقارنة مع النيجرية والمصرية مثلا؛ ما يؤثر على الاستثمارات الأجنبية”، وشدد على أن “الاستثمارات الداخلية سوف تكون واعدة، خاصة مع إنشاء صندوق محمد السادس للاستثمار”.

“غير كافية”

شدد الطيب الهزاز، الخبير في الأمن المعلوماتي، على أن “حجم الاستثمارات المسجّلة في قطاع الشركات الناشئة بالمغرب خلال النصف الأول من السنة الجارية يبقى ضعيفا جدا، قياسا إلى طموح البلاد إلى تحقيق عدد من الأهداف الرقمية، في مقدمها رقمنة كل الخدمات”.

أورد الهزاز، في تصريح لجريدة النهار، أن “المغرب يتعيّن عليه أن يوفّر ميزانية كبيرة لدعم الشركات الناشئة، وحماية العالم الرقمي بالبلاد”، عادا أن “رصد المملكة أموالا قليلة لهذا القطاع بالمقارنة مع عدة دول إفريقية ترصد مبالغ مالية جد مهمة أمر غير مقبول”.

كما استحضر الخبير في الأمن المعلوماتي “استعداد البلاد لتنظيم تظاهرات كبرى، على رأسها كأس العالم 2030، ما يفرص تقوية عرض الشركات الناشئة؛ بما يستجيب لحجم الطلب على الخدمات الرقمية المرتقب تضاعفه بهذه المناسبة”، وقال إن “جملة من الشباب يتوفرون عل أفكار قوية في هذا المجال، لكنهم يفتقدون الدعم”.

زر الذهاب إلى الأعلى