شبح المجاعة الجماعية يُجبر إسرائيل على إعادة إنزال المساعدات جواً في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، استئناف عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية جواً فوق قطاع غزة، في خطوة تأتي بعد تحذيرات صادرة عن أكثر من 100 وكالة إغاثة دولية من مجاعة جماعية وشيكة تهدد سكان القطاع، الذي يعيش ظروفاً إنسانية متدهورة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.

وأوضح الجيش، في بيان رسمي، أن القرار يشمل إسقاط سبع منصات مساعدات تحتوي على الدقيق والسكر وأغذية معلبة، تم توفيرها من قبل منظمات دولية. كما تقرر إنشاء ممرات إنسانية لضمان حركة آمنة لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في توزيع المواد الغذائية والأدوية. وأضاف البيان أن فترات تعليق مؤقت للأعمال العسكرية سيتم اعتمادها في مناطق الاكتظاظ السكاني لـ”أغراض إنسانية”.

إعلان شبح المجاعة الجماعية يُجبر إسرائيل على إعادة إنزال المساعدات جواً في غزة

من جهتها، أكدت مصادر فلسطينية بدء عملية الإنزال الجوي للمساعدات، خصوصًا شمال القطاع. وفي الوقت نفسه أعلنت بريطانيا والإمارات، السبت، نيتهما استئناف عمليات إسقاط المساعدات فورًا. كما تستعد بريطانيا لإجلاء أطفال فلسطينيين يحتاجون إلى الرعاية الطبية بتعاون مع الأردن.

وتزامن هذا التحرك مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لرفع القيود المفروضة على إدخال المساعدات، حيث دعت باريس وبرلين ولندن إلى السماح الفوري بوصول الإمدادات الإنسانية إلى السكان المتضررين.

ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي أنه “لا يوجد تجويع في غزة”، فقد أكدت وزارة الصحة في القطاع مقتل أكثر من 125 شخصًا بسبب سوء التغذية، بينهم 85 طفلًا، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء نتيجة الحصار المفروض منذ مارس، الذي لم يُخفَّف إلا جزئياً في مايو.

بموازاة ذلك، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني، السبت، مقتل 40 شخصًا في عمليات قصف وإطلاق نار إسرائيلية، بينهم 14 شخصًا لقوا حتفهم أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات إنسانية، في ستة حوادث متفرقة وقعت شمال ووسط وجنوب القطاع.

وفي تطور ميداني آخر، تقترب سفينة المساعدات الإنسانية “حنظلة”، التي كانت قد انطلقت من مدينة سيراكوز الإيطالية، من سواحل غزة في محاولة لكسر الحصار البحري، حاملة على متنها نشطاء ومستلزمات طبية وغذائية. ويبلغ موقع السفينة حاليًا نحو 105 أميال بحرية من شواطئ القطاع، وفق ما أفاد “أسطول الحرية” المنظم للعملية.

من ناحيته، اعتبر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة “أونروا”، أن عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات “رد فعل غير فعّال على الكارثة الإنسانية المتفاقمة”، مشيرًا إلى أنها “مكلفة وغير مجدية، بل قد تشكل خطرًا على المدنيين الذين يتجمعون لتلقي المساعدات”.

وميدانيًا، قال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل عملياته في القطاع، مستهدفًا ما وصفه بـ”أكثر من 100 هدف إرهابي” خلال 24 ساعة. وأضاف أنه قتل عناصر من “خلية إرهابية” كانت بصدد زرع عبوة ناسفة.

وفيما تتسارع التطورات الإنسانية والعسكرية، يبقى القطاع المحاصر عرضة للانفجار في أي لحظة، في ظل ارتفاع عدد الضحايا، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب بلغت 59,733 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، في حين قُتل في هجوم السابع من أكتوبر الذي شنّته “حماس” 1,219 شخصًا في إسرائيل، حسب بيانات رسمية.

زر الذهاب إلى الأعلى