
التحريض ضد مغاربة مورسيا يجر زعيم “فوكس” إلى المساءلة القضائية
في تصعيد سياسي وقضائي غير مسبوق ضد الخطاب العنصري في إسبانيا، أعلن فرانسيسكو لوكاس، الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي الإسباني في منطقة مورسيا، أن حزبه تقدّم بشكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام ضد خوسيه أنخيل أنتيلو، الزعيم الإقليمي لحزب “فوكس” اليميني المتطرف، على خلفية تصريحات عدّها الحزب تحريضا واضحا على الكراهية ضد المهاجرين، وخصوصا أولئك القادمين من شمال إفريقيا، بينهم مهاجرون مغاربة.
الخطوة تأتي عقب أحداث شهدتها بلدة توري باتشيكو، نهاية الأسبوع الماضي، عندما ألقى أنتيلو كلمة خلال فعالية نظمها حزبه تحت شعار “دافع عن نفسك ضد انعدام الأمن”، حيث ربط بشكل مباشر بين الجريمة والهجرة، وقال صراحة: “نحن لا نريد مثل هؤلاء في بلدنا. سنقوم بترحيلهم جميعا. لن يبقى منهم أحد”. كما اتهم المهاجرين غير النظاميين، خصوصا من شمال إفريقيا، بارتكاب جرائم ضد كبار السن والمثليين والنساء الإسبانيات، معتبرا أن الإسبان “سئموا من دفع ثمن هذه الهجرة التي أصبحت تشكل تهديدا يوميا”.
التصريحات، التي وُصفت بالتحريضية والمنافية للقيم الديمقراطية، أثارت موجة غضب واسعة في أوساط اليسار الإسباني ومنظمات المجتمع المدني، خاصة أنها تزامنت مع تداول مقاطع فيديو وصور وصفها حزب “بوديموس” بأنها “تشجع على الإعدامات خارج القانون” وتحرّض على “مطاردة المهاجرين”.
وأعلن الحزب عزمه التوجه هو الآخر إلى النيابة العامة ضد قادة حزب “فوكس”، بمن فيهم زعيمه الوطني سانتياغو أباسكال.
وأكد الحزب الاشتراكي الإسباني أن هذه التصريحات “تتعارض بشكل صارخ مع حقوق الإنسان، وتمس بأمن وكرامة آلاف المهاجرين الذين يعيشون في منطقة مورسيا”.
وشدد على أنه “لا مكان للعنصرية أو العنف في ظل نظام ديمقراطي”، محمّلا في الوقت نفسه الحزب الشعبي جزءا من المسؤولية، بسبب ما اعتبره “تواطؤا غير مباشر” مع خطاب الكراهية الذي يروج له “فوكس”.
وتأتي هذه التطورات في سياق تزايد التوترات المرتبطة بملف الهجرة في إسبانيا، لاسيما في المناطق الفلاحية؛ مثل مورسيا، التي تستقطب آلاف العمال المغاربة، والذين غالبا ما يتعرضون لحملات تشويه وتحريض، رغم دورهم الكبير في دعم الاقتصاد المحلي.