الانتعاشة الاقتصادية الموسمية تعيد الحياة إلى القرى الساحلية في المغرب

مع حلول فصل الصيف من كل سنة، تتحول العديد من القرى الساحلية بالمغرب إلى نقاط جذب سياحي رئيسية؛ إذ تشهد خلال هذه الفترة انتعاشا اقتصاديا لافتا بفضل الإقبال المتزايد على شواطئها ومؤهلاتها السياحية المختلفة، التي تخلق دينامية اقتصادية تساهم في تحسين مداخيل الساكنة المحلية وتنشيط الدورة الاقتصادية في هذه المناطق.

ورغم أهمية هذا الانتعاش، يؤكد مهتمون أن استمرار الطابع الموسمي لهذا النشاط يشكل تحديات حقيقية أمام الفاعلين في القطاع السياحي بهذه القرى، من أجل تنويع العروض السياحية والرهان على التسويق والترويج لهذه الوجهات من أجل خلق دينامية اقتصادية على مدار السنة عوض ارتباطها الحصري بموسم الاصطياف.

إعلان الانتعاشة الاقتصادية الموسمية تعيد الحياة إلى القرى الساحلية في المغرب

قال الزبير بوحوت، خبير سياحي، إن “الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده العديد من القرى الساحلية بالمغرب بمناسبة حلول موسم الاصطياف مرتبط أساسا بتزايد الطلب الداخلي والخارجي على الخدمات السياحية خلال هذه الفترة، وكذا أسعار الخدمات السياحية في هذه القرى، التي تُعدّ مناسبة للعديد من الأسر مقارنة بوجهات ومناطق أخرى”.

وأضاف بوحوت، في تصريح لجريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن “القرى الساحلية تشهد إقبالا ملحوظا من السياح الباحثين عن الراحة والاستجمام في هذه المناطق ذات الخصوصيات الثقافية والاجتماعية الفريدة”، مؤكدا أن “هذه الدينامية تنعكس إيجابا على الاقتصاد المحلي لهذه القرى، وعلى دخل الساكنة المحلية التي تنعش مداخيلها من خلال مزاولة عدد من الأنشطة، خاصة الكراء اليومي للشقق وخدمات أخرى”.

وشدّد الخبير السياحي ذاته على أن “هذه الوجهات تتميز بمؤهلات سياحية جذابة، وهو ما يفرض تبنّي مقاربات واستراتيجيات سياحية وتسويقية أيضا من طرف المؤسسات المكلفة بالتنمية السياحية، من أجل تحويل هذا النشاط من موسمي إلى دائم وداعم للاقتصاد المحلي، الشيء الذي يتطلب مجهودا كبيرا مع تنويع العرض السياحي، والرهان على التسويق والترويج السياحيين، إلى جانب تكوين وتأطير المستفيدين من هذه الدينامية بما ينعكس إيجابا على وضعهم الاقتصادي والاجتماعي”.

من جهته، أوضح عبد الخالق التهامي، خبير اقتصادي، في حديث مع جريدة جريدة النهار الإلكترونية، أن “الانتعاش الاقتصادي الذي تعرفه القرى الساحلية المغربية خلال فصل الصيف يعدّ ظاهرة طبيعية منسجمة مع طبيعة اقتصاد هذه المناطق، الذي يعتمد بشكل أساسي على البحر وعلى السياحة الشاطئية”.

وذكر المتحدث ذاته أن “الفترة الصيفية تُعدّ بالنسبة لسكان هذه القرى مناسبة لتحسين الدخل وتعويض فترات الركود التي تطبع بقية شهور السنة، وتنشيط الدورة الاقتصادية المحلية، ما يوفر للساكنة المحلية فرصة لتعزيز مواردها المالية”، مسجلا أن “هناك وجهات تنتعش صيفا وأخرى شتاء، وهذا أمر طبيعي لا يقتصر فقط على الوجهات المغربية، بل يشمل وجهات عالمية أخرى”.

وأبرز الخبير الاقتصادي ذاته أن “ضعف العرض السياحي في العديد من القرى الساحلية بالمغرب يحدّ من قدرتها على استقطاب الزوار خارج موسم الصيف؛ ذلك أن معظم الأنشطة التي تستقطب السياح، سواء من الداخل أو الخارج، تظل مرتبطة بالشاطئ وطبيعة الطقس، دون وجود عروض بديلة ثقافية قد تجذب الزوار طوال العام، عكس بعض الوجهات التي تكيّف هذه العروض حسب كل موسم، وتشهد انتعاشا اقتصاديا على مدار السنة”.

زر الذهاب إلى الأعلى