
الرطبي ينال شهادة التدريب في مدريد
تُوج أنس الرطبي، الطالب المغربي الشاب في مدرسة ريال مدريد العليا للتدريب والإدارة الكروية، بشهادة التدريب بعد استكمال دراسته نهاية هذا الموسم.
وتسلم الرطبي شهادة التخرج في حفل بهيج أقيم في ملعب نادي ريال مدريد لكرة القدم “سانتياغو برنابيو”، بحضور شخصيات بارزة؛ على رأسهم فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد، وأدريانو جالياني الرئيس السابق لنادي ميلان، وأساطير النادي الملكي سانتياغو سولاري وألفارو أربيلوا وإيميليو بوتراغينيو.
وخلال حفل تتويج الطلبة المتخرجين، سلّم إيميليو بوتراغينو الشهادة إلى أنس الرطبي الذي احتفل بهذه المناسبة أمام الحضور برفع العلم الوطني تعبيرا عن فخره بهويته باعتباره أول مدرب مغربي يتخرج من أكاديمية ريال مدريد للتدريب والإدارة الكروية.
بعد استكمال دراسته في الأكاديمية، يسعى المدرب المغربي، البالغ من العمر 23 سنة، حاليا، إلى الحصول على رخص التدريب الأوروبية UEFA، للانخراط في المسيرة الاحترافية في مجال التدريب على المستويين الأوروبي والعالمي لكرة القدم.
وفي تصريح لجريدة النهار، قال أنس الرطبي: “تخرجي من مدرسة ريال مدريد العليا داخل ملعب سانتياغو برنابيو بحضور رموز النادي لم يكن مجرد محطة تكوين؛ بل لحظة رمزية لشاب مغربي يُثبت أن الطموح والعمل الجاد قادران على كسر الحواجز”.
وتابع الشاب المغربي قائلا: “عندما سلمني بوتراغينيو الشهادة، نظر إلي وقال: ‘أنت ستمثل المغرب قريبا، وستكون معروفا لدى الجميع. ما زلت صغيرا لكن لديك طاقة هائلة’ ثم أشار إلى الشاشة التي ظهرت فيها صورتي مع العلم المغربي قائلا بفخر: ‘المغرب حاضر هنا في قلب البرنابيو’”.
وأكد الحائز على شهادة التدريب: “هذه اللحظة لم تكن تكريما لي فقط؛ بل لكل شاب مغربي يرفض أن يُختزل طموحه في جغرافيا أو جنسية”.
وعن طموحاته وأحلامه المستقبلية، قال الرطبي: “أعمل حاليا على استكمال رخص التدريب الأوروبية، وأسعى إلى تطوير أدواتي، خاصة في التحليل بالفيديو وبناء الهوية التكتيكية. أؤمن بأن المدرب الناجح ليس فقط من يملك الأفكار؛ بل من يعرف نقاط ضعفه ويستمع ويتعلم ويتطور باستمرار”.
وتابع المتحدث: “قوتي ليست في الشهادات فقط؛ بل في الشغف والتواضع والقدرة على الإصغاء للآخرين. أحاول أن أتعلم من كل من أشتغل معه، أيا كانت خلفيته أو تجربته. وأنا حاليا في أوروبا أطمح إلى الاستمرار في بيئة احترافية تنافسية؛ لكنني أُؤمن أيضا بأن لدي ما أقدمه للكرة المغربية، سواء مع المنتخبات الوطنية أو مع أندية تسعى إلى بناء مشروع طويل المدى”.
واستطرد الرطبي قائلا: “أنا فخور جدا بما تقوم به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وبالتطور اللافت الذي وصلت إليه الكرة الوطنية؛ وذلك بفضل التوجيهات والرؤية الحكيمة للرياضي الأول الملك محمد السادس، والمتابعة الميدانية المستمرة من طرف رئيس الجامعة السيد فوزي لقجع، الذي أعطى لكرة القدم المغربية بعدا مؤسساتيا جعلها اليوم تحظى بثقة واحترام في المحافل الدولية”.
وختم المتحدث تصريحه لجريدة النهار قائلا: “ما وصلت إليه صورة اللاعب المغربي عالميا هو نتيجة عمل جماعي كبير. واليوم نحظى باحترام كبير كلاعبين؛ لكن التحدي المقبل، الذي علينا مواجهته بوعي وجرأة، هو استعادة الثقة في المدرب المغربي، والمدرب العربي والإفريقي عمومًا. يجب ألا يُختصر دورنا في الترجمة أو التكميل؛ بل نملك ما يكفي من فكر وكفاءة لنقود مشاريع كروية ونجاح على أعلى مستوى، فالتغيير يبدأ بالعقلية، ونحن جيل مستعد لتغيير هذه الصورة”.