خبراء يحذرون من الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية في حوض البحر الأبيض المتوسط

خبراء يحذرون من الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية في حوض البحر الأبيض المتوسط
حجم الخط:

حذر خبراء وباحثون خلال مؤتمر دولي مراكش، من أن دول منظقة البحر الأبيض المتوسط معرضة أكثر من غيرها لعواقب التغير المناخي مع ارتفاع أكبر لمعدل درجات الحرارة، ما يهدد الموارد الزراعية ومصادر المياه.

وأجمع المشاركون، في الدورة السادسة للمؤتمر الدولي حول “الدروس المستفادة ووجهات النظر الجديدة من تقلبات المناخ في منطقة البحر الأبيض المتوسط  Medclivar”، التي اختتمت أشغالها، السبت، أن الاحترارالعالمي ليس فقط حقيقي ولكن وتيرته أسرع في هذا الجزء من العالم ،الذي هو المتوسط ،حيث يسجل ارتفاع في درجات الحرارة من 1.5 درجة مئوية عن المعتاد، مؤكدين أن كل ارتفاع في درجات الحرارة في المنطقة يقابله تراجع في هطول الأمطار وتوالي الجفاف.

وفي هدا الصدد، دعا المشاركون في اللقاء العلمي المنظم بكلية العلوم والتقنيات بجامعة القاضي عياض بشراكة مع جامعة سالينتو بايطاليا بصيغة مختلطة (حضوري وعن بعد)، إلى إعمال استراتيجية للتعامل مع التغيرات المناخية تقوم على خطط عمل منسقة وطموحة توازن بين التكيف والتخفيف..

وشددوا في البيان الختامي للمؤتمر على الطابع الاستعجالي لتعبئة جماعية من أجل الحد من آثار التغيرات المناخية وفق مبدأ المسؤولية المشتركة والمتمايزة.

وأكدوا على ضرورة تفعيل برامج عمل ملموسة ملائمة لخصوصيات المجالات الترابية بحوض البحر الأبيض المتوسط، وبلورة كلمة متوسطية ونقلها إلى الدول المجتمعة بشرم الشيخ بمصر بمناسبة انعقاد مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية “كوب 27”.

كما أوصى البيان بوضع الأمن الغذائي و التشغيل ومحاربة الفقر والإقصاء، وكذا المساواة بين النساء والرجال، والشباب في صلب كافة الأولويات المناخية.

واقترحوا إدراج مقاربات فعالة في إطار الأمد الطويل وفي أفق أجندة إيجابية مناخية حقيقية تشرف على تنسيقها هيئة دائمة، وجعل المتوسط فضاء للامتياز يقيم الدليل على أن التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية لا يمثلان إكراها، وإنما يشكلان كذلك رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمنطقة البحر الابيض المتوسط.

وخلال هذا المؤتمر، تم التطرق الى الجهوذ التي يبدلها المغرب  لمواجهة الآثار السلبية لظاهرة التغير المناخي والكوارث الطبيعية القصوى الناجمة عنها، مع استعراض عددا من التدابير التي تم اتخاذها في هذا المجال، والتي همت على الخصوص تبني رؤية وخطة استباقية إزاء أخطار آثار التغير المناخي، من خلال بلورة استراتيجية للتنمية خالية من انبعاثات الكربون تتماشى مع الأهداف والرهانات البيئية التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، والشروع في إنجاز المخطط الوطني للتكيف مع التغيرات المناخية.

وتوقف المشاركون خلال هذا اللقاء العلمي عند عدد من المواضيع ذات الأولوية التي يتعين الانكباب عليها خلال مؤتمر (كوب 27)، ومنها، على الخصوص، تلك المتعلقة بالماء، من خلال إيلاء أهمية خاصة لأنظمة المعلومات حول الماء، مؤكدين على ضرورة وضع استراتيجية عمل من أجل تنفيذ اتفاق باريس وتحسين أدوات التخطيط البيئي وإمكانات التمويل لدى مختلف أصحاب القرار، ولاسيما على المستوى المحلي.

ويروم مؤتمر”Medclivar” السادس، التعبير عن صوت المنطقة المتوسطية الكبيرة وخصوصيتها، التي أصبحت تعتبر على نحو متزايد “محورا مناخيا”، وإدراج هذا الصوت ضمن أجندة الحلول، مع العمل على ربط تطوير أهداف التنمية المستدامة بتثمين المبادرات المحلية الجيدة.