تعزز العرض الصحي الاستشفائي بعمالة مراكش، أمس الخميس، بافتتاح مستشفى “شريفة” بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، الذي أشرفت على إنجازه مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية القطرية، في إطار شراكة مع وزارة الصحة والحماية الإجتماعية، ومجلس جهة مراكش- آسفي.
وجاء تشييد المستشفى، على مساحة تفوق هكتارين و 8300 متر مربع، في إطار الاتفاقية الإطار الموقعة بين مجلس جهة مراكش أسفي ومؤسسة جاسم بن حمد القطرية الخيرية، وتعزيزا لأواصر التعاون بين المملكة المغربية ودولة قطر.
وبلغت تكلفة بناء وتجهيز هذا المستشفى، أزيد من 200 مليون درهم، والذي يضم مختلف الأقسام والتخصصات الطبية، حيث تم تزويده بأحدث الأجهزة والمعدات لتوفير خدمة صحية متميزة لمرتفقيه الذين يقدر عددهم ب 160 ألف مرتفق سنويا.
ويضم مستشفى ” شريفة”، 45 سريرا ومجموعة من التخصصات والأقسام التي ستنفذ بمواصفات تقنية حديثة، كما تشمل الأقسام الجراحة وقسم الطوارئ والعناية المركزة، وأقسام أخرى تضم العديد من التخصصات، منها طب النساء والتوليد وطب الأطفال والطب العام وقسم الأمراض الباطنية، إلى جانب مختبر للتحليلات الطبية والفحص الإشعاعي ومختبر طبي وصيدلية ومرافق أخرى.
وفي كلمة بالمناسبة، قال خالد أيت الطالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية، إن إحداث هذه المؤسسة الصحية يأتي في إطار المبادرات التنموية التي تروم إعطاء دفعة قوية للتعاون القطري -المغربي في المجالات الاجتماعية الحيوية.
وأضاف أيت الطالب، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه هشام رحيل رئيس ديوانه، أن هذه المبادرة تعكس طموح وتطلعات قائدي البلدين الشقيقين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، مشيرا إلى أن افتتاح المستشفى يأتي انسجاما مع التوجهات الملكية السامية، المتعلقة بإصلاح وتأهيل القطاع الصحي.
وأكد الوزير أن هذه المؤسسة الصحية ستساهم في تجويد الخدمات الصحية والعلاجية والاستشفائية وتقريبها من ساكنة المنطقة وتعزيز العرض الصحي بجهة مراكش – آسفي ، مشيرا إلى أن المؤسسة ستعمل على تخفيف العبء عن المرضى وإعفاءهم من التنقل إلى مراكز استشفائية أخرى طلبا للعلاج والاستشفاء، كما ستخفف من الضغط على باقي المؤسسات الاستشفائية بالجهة.
من جانبه، أكد سمير كودار رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، أن التعاون المثمر بين جهة مراكش أسفي ومؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية القطرية، شكل علامة مميزة ضمن البرامج التنموية التي تسهر جهة مراكش أسفي على تنزيلها، حيث تميز هذا التعاون بإنجاز العديد من المشاريع ذات الطابع الاجتماعي، لاسيما في مجال الصحة، من خلال توقيع مذكرة تفاهم مدتها خمس سنوات بين مجلس الجهة والمؤسسة.
وأوضح كودار، في هذا الصدد، أن المؤسسة قامت بتنسيق مع مجلس الجهة، ببناء أربعة مراكز لتصفية الدم بمختلف أقاليم الجهة، وهي المراكز التي من شأنها تخفيف العبء عن المستشفيات الكبرى، والحد من الاكتظاظ المسجل بلوائح الانتظار الخاصة بمرضى القصور الكلوي، وبالتالي وضع حد لمعاناة هذه الشريحة من المرضى، وذلك بغلاف مالي فاق 48 مليون درهم.
كما عملت المؤسسة، يضيف رئيس مجلس الجهة، على تمويل بناء وتجهيز مستشفى إقليمي بمدينة أسفي، بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 250 مليون درهم، وكذا بناء وتجهيز مستشفى “شريفة” الذي يدخل في إطار برنامج مراكش الحاضرة المتجددة، الذي تشرف على تنزيله فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الجماعي لمراكش.
وكانت المؤسسة القطرية أطلقت مجموعة من المشاريع المماثلة بجهة مراكش- آسفي، بالاضافة الى إحداث منشآت مائية همت عددا من الجماعات بكل من أقاليم أسفي، الحوز ومراكش، حيث بلغت الساكنة المستهدفة آلاف المستفيدين.
وتهدف مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية، التي تأسست سنة 2001، إلى تحسين حياة الفقراء والمحتاجين من خلال تنفيذ برامج تنموية في مجالي الصحة والتعليم مع التركيز على الاستدامة وتحقيق التكافل الاجتماعي بقطر وخارجه، بناء على خطة تعتمد التمويل الذاتي من الوقف الذي أوقفه المرحوم الشيخ جاسم بن جبر آل ثاني.
