سلا .. إقبال ضعيف على مستلزمات عيد الأضحى

سلا .. إقبال ضعيف على مستلزمات عيد الأضحى
حجم الخط:

أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى، لكن الحركة التجارية المعهودة بخصوص اقتناء مستلزمات العيد شبه منعدمة لدى التجار والمهنيين الموسميين الذين ينشطون في مثل هذه المناسبات من خلال بيع ما يلزم من أواني وأفرنة تقليدية للشواء وأواني فخارية وغيرها من لوازم عيد الأضحى التي تنتعش في مثل هذه الفترة من كل سنة.

وفي جولة لـ”الصحراء المغربية” بسلا لاحظت أن العديد من الباعة الموسميين بالخصوص نصبوا خياما بالأسواق والأحياء الشعبية اختلفت من حيث أحاجمها لكن أغلبها كانت متشابهة من حيث عروضها من مستلزمات العيد. وما يثير الانتباه كميات الفحم الكبيرة المعروضة للبيع والأفرنة التقليدية والعصرية الخاصة بالشواء، إلى جانب بعض الأواني المصنوعة من الفخار منها الكؤوس المختلفة الأشكال والطواجين وغيرها، فيما اختار بعض الباعة عرض أواني بلاستيكية تستعمل يوم العيد تحديدا لتنظيف الكبش بعد ذبحه. لكن رغم وفرة مستلزمات العيد إلا أن الإقبال كان ضعيفا بل شبه منعدم، وهذا ما لا حظته “الصحراء المغربية”، حيث عزا بعض الباعة الموسميين هذا الفتور الذي يسبق العيد وعدم إقبال الناس على شراء مستلزمات العيد بالكيفية المعهودة إلى غلاء الأسعار التي تشهدها مختلف المواد الأساسية والتي تؤثر سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود والطبقة الفقيرة.

وبالمقابل، يرى البعض الآخر أن الحركة التجارية ستنتعش خلال الأسبوع الأخير الذي يسبق العيد، لأن أغلب الناس يفكرون حاليا في اقتناء أضحية العيد لأنها تشكل الأولوية لديهم، كما أن هناك حديثا عن ارتفاع أسعار الأغنام، لذلك فإن أغلب الناس ينتظرون الأيام الأخيرة من حلول العيد على أمل أن تنخفض أسعارها وتتلاءم مع إمكانياتهم المادية، كما يمكن الاعتماد على بعض المستلزمات القديمة التي تم استعمالها خلال العيد السابق وتم الاحتفاظ بها من طرف العديد من الأسر، والباقي يمكن شراؤه دون تبذير إذا لم تكن هناك حاجة إليه.

وفي هذا الصدد، قال طارق، الذي يبيع الفحم وبعض الأواني المصنوعة من الفخار ” منذ أسبوع ونحن نعرض هذه المواد، لكن الناس لا تشتري، وهناك من يسأل عن الثمن فقط ويقول إنه سيعود قريبا لاقتنائها، فقط نسبة قليلة جدا من تشتري بعض هذه المستلزمات، مشيرا إلى أنه نفس الحال عند جميع الباعة موسميين كانوا أم قارين، لأن عيد الأضحى تزامن مع العطلة الصيفية حيث إن الكثيرين يرغبون في السفر بعد العيد من أجل قضاء عطلة الصيف مع أطفالهم، وهذا الأمر يحتاج إلى مدخرات إلى جانب مدخرات أضحية العيد. وأضاف طارق، الناس يحالون التريث في اقتناء الأضحية وباقي مستلزمات العيد، وأن الغالبية منهم ينتظرون أن يحل الأسبوع الأخير الذي يسبق العيد لاقتناء كل ما يحتاجونه سواء الكبش وباقي متطلبات العيد.

وفي السياق ذاته، علقت آمنة، التي كانت تسأل عن سعر الفحم، قائلة ” في الواقع لا بد من اقتناء مستلزمات العيد، هناك بعض الأمور الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها، مثل التوابل وأدوات الطبخ والشواء وبعض الأواني التي تستعمل في تنظيف الأضحية قبل تقطيعها وتخزين اللحم في الثلاجة، لأن هناك بعض الأواني تستعمل طيلة السنة وقد تتعطل أو تنكسر ويتم رميها، وبالتالي يجب شراء غيرها حتى تمر هذه المناسبة بدون أن ينقص أي شيء وفي أحسن الظروف.

وبالمقابل، ترى لطيفة، أنه يمكن للأسرة أن تقتني ما تحتاجه من لوازم العيد حسب إمكانياتها، ولا داعي للتبذير، لأن هناك من يملك هذه اللوازم، لكنه يريد أن يشتري الجديد، فقط، لأن بعض الجيران اشتروها، مضيفة ” لا يمكن التباهي في العيد لأن المصاريف كثيرة بسبب غلاء الأسعار من جهة، وبسبب العطلة من جهة ثانية، حيث إن أغلب الأسر تسافر من أجل أبنائها، وبالتالي يجب علينا ألا ننسى أن عيد الأضحى شعيرة دينية ولا داعي لأن يثقل الإنسان نفسه بالمشتريات غير الضرورية.