علم الأعصاب التربوي والممارسات البيداغوجية محور ندوة علمية بمراكش

علم الأعصاب التربوي والممارسات البيداغوجية محور ندوة علمية بمراكش
حجم الخط:

شكل موضوع ” مساهمات علم الأعصاب التربوي في تطوير وتجديد الممارسات البيداغوجية”، محور ندوة علمية نظمها المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الفرع الإقليمي آسفي، نهاية الأسبوع، في إطار أنشطته التكوينية الرامية إلى تجويد الفعل التربوي، وإيمانا منه بأهمية الانفتاح التربوي الرصين في تجديد الممارسات الصفية.

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد محمد بن حدوش مدير المركز على ضرورة الانفتاح على مثل هذه العلوم لما لها من شأن في الارتقاء بالفعل البيداغوجي وتطوير العملية التعليمة التعلمية.

من جانبه، شدد إبراهيم التركي أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مراكش-آسفي، على أهمية علم الأعصاب التربوي، باعتباره مجالا بحثيا متعدد التخصصات يسعى الى استثمار المعرفة العلمية المختبرية حول آليات التعلم والمعالجة العصبية المركزية في الممارسات التعليمية والتطبيقات التربوية، و يراهن على العلاقة التفاعلية بين الدماغ والرفع من جودة التحصيل الدراسي في التربية العادية والتربية الخاصة.

بدوره، استهل عمر خيري الخبير التربوي في علم الأعصاب مداخلته، بتساؤل مركزي عن ” كيف يحدث التعلم؟ وكيف تؤثر التعلمات على الدماغ” ليواصل حديثه عن البراديغم الجديد الذي من شأنه تأهيل المدرسين والمدرسات إلى فهم آليات وميكانيزمات اشتغال الدماغ وطرق وأنماط استعماله.

وأوضح خيري أن علم الأعصاب التربوي، لبنة أساسية في تشخيص عوائق التعلم من عسرٍ في القراءة والكتابة والحساب وغيرها من العوائق التي نجدها عند المتعلمين والمتعلمات، مؤكدا على عمليتي الانتباه والتركيز أثناء عملية التعلم.

وأشار الخبير التربوي الى أن عملية الانتباه المركزة في الجبهة الفصية الأمامية هي المسؤولة عن توجيه المعلومات إلى الحواس المناسبة هذه الأخيرة التي تستقبل المعلومة وتترجمها إلى لغة العقل، مستعرضا خصائص الذاكرة وأنواعها والمثمثلة في (الذاكرة الدلالية، الذاكرة العرضية، الذاكرة الإجرائية، الذاكرة الحسية، الذاكرة المستقبلية)

وركز الخبير التربوي على ذاكرة العمل خاصة وأنها تساهم في عملية الفهم وإنتاج المعنى عبر معالجة المعلومات بناء على المعلومات السابقة التي يتوفر عليها الدماغ، ليتوقف بعد ذلك عند العوامل المؤثرة في النشاط العصبي ( النوم، الرياضة، التغذية، العلاقات الاجتماعية…).

وتطرق الى مبادئ اشتغال الجهاز العصبي واصفًا إياه بالجهاز المعلوماتي، مبرزا، في هذا السياق، أن العقل لا يمكن أن يتعرف على الواقع الفيزيائي مباشرة، بل يحتاج إلى من يترجم له تلك المعلومات على شكل إشارات كهربائية لكي يقوم فيما بعد بمعالجتها.

وخلص إلى التأكيد على أهمية هذا العلم في معرفة كيفية الاشتغال من أجل تعديل الممارسات البيداغوجية داخل الحجرات الدراسية.