مراكش: أزيد من 350 عالما وعالمة يمثلون 72 دولة يتدارسون ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي

مراكش: أزيد من 350 عالما وعالمة يمثلون 72 دولة يتدارسون ضوابط الفتوى الشرعية في السياق الإفريقي
حجم الخط:

أجمع المشاركون، السبت، بمراكش، خلال ندوة علمية دولية تنظمها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بين 08 و10 يوليوز الجاري، حول موضوع “ضوابـط الفتـوى الشرعية في السياق الإفريقي”، أن الضرورة أصبحت ملحة من أجل بناء تصور علمي متين عن الفتاوى الشرعية مقيد بالأصول الشرعية المعتمدة، ومحصن من آفات الغلو والتطرف والتقول في شرع الله بغير علم.

وأكد المشاركون، أن ضبط مجال الفتوى يساهم في استقرار المجتمعات ويقطع الطريق على “الجهلاء بالدين”، مبرزين الأهمية البالغة للفتوى في توجيه الناس في شتى النوازل.

وشددوا على ضرورة إعطاء الفتوى ما يستحق من الاهتمام والانضباط لأنها تهدف إلى ضبط أفراد المجتمع في جميع مجالات التدين، ، مستعرضين الضوابط التي يجب أن تخضع لها الفتوى ومنها الالتزام بمنهجية علمية منضبطة.

ودعا محمد الروكي عضو المجلس العلمي الأعلى، إلى ضرورة الاسترشاد بالتراث الفقهي من أجل التجديد وإلى توحيد منهاج الفتوى، مستعرضا النموذج المغربي الذي يتميز باختصاص المجلس العلمي الأعلى حصرا بإصدار الفتاوى.

من جانبه، أشار رئيس هيئة الإفتاء بجمهورية نيجيريا الاتحادية، ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، إلى أن القارة الإفريقية باتت تعاني من ظهور مجموعات من المنتسبين إلى العلم يصدرون الفتاوى التي تهدم ولا تبني وأغلب فتاويهم مبنية على الرأي والهوى دون سند فقهي متفق عليه.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة العلمية، بالرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس الى المشاركين، تلاها أحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية، والتي أكد من خلالها على أهمية التعاون والتشاور الدوري بين العلماء على الصعيد الإفريقي، لمتابعة المستجدات في باب الطلب والاستجابة في باب الفتوى، وحرص المفتين على الاجتهاد لإدماج السلوكات الثقافية المحلية في دائرة المقبول الشرعي، ما لم يكن فيها ما يناقض القطعيات.

وأضاف أمير المؤمنين أنه يتعين على العلماء المفتين على الصعيد الإفريقي أيضا، تنمية المدارك وتبادل الأنظار، لاسيما في ما يتعلق بفقه الواقع، وتدوين نتائج بحوثهم على مختلف أنواع “الحوامل” الإلكترونية المتاحة، تعميما للنفع وتعزيزا للتأهيل.

وعلى هامش هذه الندوة العلمية الدولية، جرى تنظيم معرض “تراث الفتوى بالمغرب وإفريقيا”، وهو معرض ضم لوحات لمخطوطات تمثل جانبا من تراث الفتوى والنوازل لفقهاء من المغرب وبعض البلدان الإفريقية.

ويأتي انعقاد هذه الندوة العلمية الدولية، تنفيذا لتوصيات المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في دورته الرابعة، التي انعقدت بفاس يومي 19 و20 أكتوبر 2022، والمتعلقة بعقد ندوات علمية وفكرية تعنى بشأن الفتوى في الواقع الإفريقي.

وتندرج هذه الندوة، في إطار الجهود التي تبذلها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، تحت قيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس المؤسسة، لتوحيد جهود العلماء الأفارقة وجمع كلمتهم على ما يحفظ الدين من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، وعلى ما يجعل قيمه السمحة في خدمة الاستقرار والتنمية في بلدانهم.

وشهدت هذه الندوة مشاركة أزيد من 350 عالما وعالمة ينتمون 72 دولة من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، ويمثلون هيئات الإفتاء والمجالس الإسلامية العليا في هذه البلدان، بالإضافة إلى رؤساء وأعضاء فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في البلدان الإفريقية، ونخبة من علماء وعالمات المملكة المغربية.

وتمحورت أشغال هذه الندوة، حول مجموعة من المواضيع البالغة الاهمية، تناولت التعريف بعلم الإفتاء وعلاقته بالأحكام الشرعية، وأبرزت منزلة الفتوى من العلوم الإسلامية، وبيان ضوابط الفتوى العلمية والموضوعية، ومسؤولية المفتين في دحض دعاوى التطرف والنزعات العصبية، والتنبيه على واقع الفتوى الشرعية في البلدان الإفريقية، فضلا عن التأكيد على أهمية الفتوى في المجتمعات الإفريقية.