تتواصل أشغال الملتقى العلمي الدولي حول الهجرة والعلاقات الاثنية، اليوم السبت، في الدارالبيضاء، بمشاركة عدد من الباحثين من المغرب ودول أوروبية وأمريكية، يمثلون المغرب، تونس، النيجر، السنغال، اسبانيا، بلجيكا، فرنسا، سويسرا، اليابان، كندا والولايات المتحدة الأمريكية لمناقشة الموضوع من مختلف الزوايا، الاجتماعية، الاثنية والأنثروبولوجية، إلى جانب استحضار الزاوية الاقتصادية، الجغرافية، والجانب البحثي العلمي في تناول موضوع الهجرة في الفضاء الممتد ما بين المغرب وباقي دول إفريقيا.
وتبعا لذلك، ركزت أشغال الملتقى العلمي الدولي على عدد من القضايا، التي تهم الهجرة، نوقشت عبر موائد وورشات عمل، ضمنها مناقشة تجارب عيش والمسارات التي يقطعها المهاجرون، لا سيما النساء منهم، من خلال عرض تجربة الهجرة عند النساء والاستراتيجيات، التي يلجأ إليها المهاجرون والمهاجرات في عملية الهجرة، وأيضا العلاقات التي ينسجونها خلال مسار الهجرة وفي بلد الإقامة أو العبور، انطلاقا من نقطة الانطلاق إلى حين مواقع الوصول في البلد المقصود بالهجرة إليه، داخل الفضاء الممتد ما بين دول إفريقية وأوروبية، وذلك بالوقوف على عدد من الإشكاليات التي تهم الجانب الصحي، الاجتماعي والاقتصادي والنفسي، وأيضا الحياة الثقافية والاثنية وطقوس الحياة وطريقة الاستهلاك وطبيعة العلاقات الاجتماعية لدى الفئات المعنية بموضوع الهجرة وما بين باقي مكونات علاقاتهم الاجتماعية.
كما تناول النقاش جانبا من إشكالات الميز والتمييز العنصري في المصطلحات والمفاهيم الموظفة في عمليات البحث العلمي حول الهجرة والنوع الاجتماعي والأخلاقيات في العلوم الإنسانية، مع التطرق إلى النظريات المسيطرة على عمليات البحث العلمي حول قضايا الهجرة والإنتاجات المعرفية حولها، ناهيك عن إشكالات تمويل مشاريع البحث حول هذه القضايا وتأثيراتها على عملية البحث نفسه.
وتبعا لذلك، شكل الملتقى العلمي الدولي، الذي أشرف على تنظيمه مختبر «لادسيس» بكلية عين الشق بجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، على مدى 3 أيام، ملتقى للتبادل العلمي وللأفكار حول المناهج ومختلف النظريات الخاصة بدراسة قضايا والإشكالات المرتبطة بالهجرة والنظريات المستعملة في تحليل إشكالاتها داخل الفضاء الأوروبي والمغاربي، وذلك ما بين عدد من الباحثين المغاربة وباحثين من دول إفريقية وأوروبية وأمريكية، وفقا لما أبرزته كل من الدكتورة ليلى بوعسرية، باحثة في علم الاجتماع وعضو مختبر LADSIS والدكتورة شادية عرب، باحثة متخصصة في الجغرافيا، مكلفة بالبحث في مركز الأبحاث CNRS، عن اللجنة التنسيقية المكلفة بتنظيم المؤتمر العلمي الدولي حول الهجرة، في إطار الجامعة الخريفية.
تجدر الإشارة إلى أنه تزامن مع فعاليات الملتقى الدولي العلمي حول الهجرة، تنظيم أنشطة ثقافية ذات صلة وعلاقة بموضوع الملتقي، من بينها تقديم مؤلفات وعروض أفلام وثائقية بمشاركة فاعلين من الحياة الاجتماعية، إلى جانب موائد مستديرة مخصصة للنقاش، بما فيها المنظمة بشراكة مع المعهد الفرنسي والمركز الأمريكي في الدارالبيضاء، خصصت لتدارس الميز العنصري والعلاقات الاثنينة. كما ضمت برمجة الملتقى تنظيم زيارة ميدانية لمدينة الدارالبيضاء بشراكة مع جمعية تراث الدارالبيضاء وجمعية المحافظة على التراث العمراني للقرن 20 في المغرب.
