احتضنت الدارالبيضاء، أمس الخميس، فعاليات إطلاق الحملة التواصلية “المساواة ليا وليك” بالتزامن وحلول الحملة الأممية “16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء” التي تعقد سنويا بدءا من 25 نونبر وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء وتمتد إلى غاية العاشر من دجنبر، من أجل تعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين ومناهضة التمييز والعنف القائمين على أساس النوع الاجتماعي.
وشهدت التظاهرة التي نظمتها جمعية اتحاد العمل النسائي والجمعية الإسبانية عايدة للإعلان عن انطلاق الحملة التواصلية واسعة النطاق، حضورا مكثفا لوجوه فنية وإعلامية معروفة الذين عبروا عن دعمهم للحملة وشاركوا فيها عبر كبسولات فيديو ملهمة لمشاطرة قناعاتهم والتزامهم تجاه حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، من ضمنهم الممثلة أمل عيوش والفنانة نادية العلمي وآخرون، والتي تم عرضها بالمناسبة إلى جانب المقطع الدعائي للفيلم الوثائقي “الأمازون” الذي تم إنجازه في إطار مشروع “متحدون ومتحدات من أجل المساواة”.
ووفقا للقائمين على هذه الحملة التواصلية سيتم بث الكبسولات السالفة الذكر عبر الوسائط الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي وبوابات الإنترنت الخاصة بشركاء الجهات المنظمة لحملة “المساواة لي وليك”، خلال الأيام الستة عشرة من النشاط الأممي لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وذلك من أجل إيصال أهداف الحملة الداعية إلى المساواة بين الجنسين ومناهضة التمييز المبني على أساس النوع الاجتماعي إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور والاستفادة مما توفره من جوانب إيجابية في تغيير ذهنية المتلقي وتحفيزه على التغيير الإيجابي وإعادة بناء تمثلات تمتح من المساواة وحقوق الإنسان خصوصا حقوق المرأة.
عن هذه الحملة تقول عائشة الحيان، رئيسة اتحاد العمل النسائي، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، إن هذه المبادرة تهدف إلى تعبئة المجتمع وتعزيز الوعي حول التمييز القائم على النوع الاجتماعي ومكافحة الصور النمطية التي تكرس العنف ضد النساء والفتيات، وذلك في إطار تغيير الأعراف الاجتماعية التمييزية ومنع العنف والتمييز المبنيين على النوع، بالاعتماد على الاشتغال والتعاون مع وسائل الإعلام والجامعات وتعبئة الشخصيات الفنية والإعلامية المشهورة.
وفي هذا السياق، أكدت عائشة الحيان في معرض حديثها، على أهمية دور الإعلام في تشجيع نشر ثقافة المساواة ونبذ كل مظاهر التمييز والعنف ضد النساء والفتيات وكذلك القضاء على الصور النمطية التي تعكسها العادات والأعراف الموجودة في المجتمع المغربي والتي تعمل على تكريس العنف واستدامته، باعتبار أن وسائل الإعلام بما فيها المرئية والمسموعة والمقروءة والرقمية لها القدرة على اختراق جميع الفضاءات وإيصال المعلومات بشكل أسرع والتأثير على المتلقي.
ومن هذا المنطلق، أفادت رئيسة اتحاد العمل النسائي أنه تم الحرص على إشراك الإعلاميات والإعلاميين والشخصيات الفنية والمؤثرة في هذه الحملة من أجل تعزيز مبادئ المساواة والتسامح ونبذ الكراهية بالتوازي مع ترافع الاتحاد العمل النسائي للمطالبة بمراجعة جميع مقتضيات القوانين والتشريعات الوطنية التمييزية ضد النساء، بغية تحقيق مجتمع متساو وعادل ومنصف لكلا الجنسين وهو ما سينعكس إيجابا على رقي المجتمع وتطوره التنموي، علاوة على تحسين صورة البلاد داخليا وخارجيا.
من جهة أخرى، شكل اللقاء فرصة لتقديم تفاصيل بخصوص الحملة ومعلومات بشأن الأنشطة المعتزم تنظيمها خلال الفترة المقبلة، والتي من شأنها إثارة النقاش حول قضايا جوهرية من بينها المساواة بين الجنسين ومناهضة العنف والتمييز ضد المرأة.
يشار إلى أن حملة “المساواة ليا وليك” تندرج في إطار المجهودات المتواصلة لاتحاد العمل النسائي-فرع طنجة والجمعية الإسبانية عايدة، وذلك من أجل تسليط الضوء على الحقوق الأساسية للمرأة وفي إطار مشروع “متحدات ومتحدون من أجل المساواة”، الممول جزئيا من طرف الاتحاد الأوروبي والذي يتم تطويره على مستوى جهات طنجة-تطوان-الحسيمة والرباط-سلا-القنيطرة والدارالبيضاء-سطات ودرعة-تافيلالت.
ويرمي هذا المشروع إلى تقوية التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة بما فيها الجامعات والمجتمع المدني والمؤسسات ومهنيو المجال القانوني من أجل تعزيز ثقافة المساواة ومكافحة العنف والتمييز القائمين على أساس النوع والمساهمة في تغيير العقليات.
أسماء إزواون
