النهار المغربية – رياضة
منذ وصول كريستيانو رونالدو إلى الرياض وجد جمهور النصر نفسه أمام حالة كروية غير مسبوقة تشبه انفصاماً في المشهد بين نجم خارق يصنع الأرقام ومنصات بعيدة لا تقترب من الفريق.
وتبدو الصورة وكأن النصر يعيش مفارقة لافتة حيث يقف واحد من أعظم الهدافين في تاريخ اللعبة على المستطيل الأخضر محققاً كل ما يمكن تحقيقه فردياً فيما تظل البطولات الكبرى بعيدة رغم هذا الزخم التهديفي غير المسبوق.
وتتجسد الغرابة في كون رونالدو يقدم واحداً من أفضل مواسمه على المستوى الفردي بينما لا يجد الألقاب الجماعية التي تعكس هذا التألق رغم القوة الهجومية التي أظهرها منذ قدومه.
وبدا من خلال لغة الأرقام أن النصر يملك ماكينة تهديفية لا تتوقف بعدما حطم رونالدو الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم واحد للدوري السعودي برصيد 35 هدفاً مؤكداً أن عامل السن لا يقف أمام الجودة الاستثنائية.
وتواصل هذا المسار من خلال وصوله إلى الهدف رقم 950 في مسيرته ليصبح النصر جزءاً أساسياً من مئويته الأخيرة بعدما تحولت الثلاثيات والثنائيات في دوري روشن إلى مشهد متكرر يعكس الفارق الكبير بينه وبين باقي المهاجمين.
ويظهر من مساهماته الهجومية أنه لم يكتف بالتسجيل بل تصدر أيضاً قائمة الصانعين ليقود المنظومة الهجومية بكاملها ويؤكد أنه ليس مجرد هداف داخل الصندوق بل لاعب كامل الأدوار.
وتبرز الإشكالية في عدم ترجمة هذا التفوق الفردي إلى بطولات حيث غاب الدوري ودوري أبطال آسيا عن خزائن الفريق لتلوح تساؤلات حول مكمن الخلل وما إذا كان يتعلق بالمنظومة وليس باللاعب نفسه.
وتكشف التفاصيل أن المشكلة لم تكن في رونالدو الذي حسم البطولة العربية للنصر في ظروف صعبة بل في غياب التوازن الدفاعي وتذبذب الأداء الفني والإداري وهو ما جعل الجهد الهجومي يضيع في محطات عديدة.
وتؤكد المعطيات أن رونالدو يؤدي أكثر من مهامه بينما تظل كرة القدم لعبة جماعية تحتاج إلى تكامل الخطوط حتى تترجم الأرقام إلى بطولات وهو ما افتقده النصر في فترات متفرقة.
وتتلخص مشاعر الجمهور النصراوي في مزيج من الفخر بما يقدمه رونالدو والحسرة على غياب الألقاب التي تليق بالأرقام القياسية التي حققها مع الفريق لتبقى الأسئلة موجهة نحو ما يمكن أن يقدمه النصر لنجمه من أجل بلوغ الذهب الذي يستحقه.
