النهار المغربية
افتتحت اليوم الخميس بالرباط، فعاليات الدورة الـ14 للمؤتمر الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية”، الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.
وجرى افتتاح هذا الحدث، الذي ينعقد بمقر المركز في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بحضور مستشار الملك، أندري أزولاي، إلى جانب شخصيات مغربية وأجنبية مرموقة، ودبلوماسيين وباحثين وخبراء من مراكز التفكير والقطاع الخاص.
وتتوخى هذه الدورة (11-13 دجنبر الجاري)، التي تعد امتدادا لدورة 2024 التي وسعت إطار اشتغالها ليشمل منصة متعددة التخصصات، تحليل مختلف الأزمات الراهنة من أجل اقتراح سبل إصلاح تتلاءم مع الواقع المعاصر.
وأكد الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، كريم العيناوي، في افتتاح هذا الحدث، أن هذا اللقاء يسعى، انسجاما مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى أن يشكل فضاء مفتوحا “يجمعنا للنقاش بشكل بناء ورصين”.
وأضاف أن “الحوارات الأطلسية” لم يعد مجرد موعد سنوي، بل أصبح، مع مرور السنوات، يجسد “ثقافة” للنقاش “المنظم والمهيكل”، يحرص المركز على بثها وتثمينها ونقلها للأجيال الصاعدة في المغرب وخارجه.
وأوضح العيناوي أن اختيار عقد المؤتمر في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية “لم يكن بمحض الصدفة، بل يأتي امتدادا لبنية تحتية معرفية راقية نسعى لإرسائها” داخل المركز.
من جهة أخرى، أبرز السيد العيناوي أن موضوعات بالغة الأهمية، من قبيل العلاقات بين الشمال والجنوب، والنهوض بتعددية الأطراف، وتأثير التكتلات الإقليمية، شكلت دائما جوهر النقاشات والمداولات منذ إطلاق المؤتمر سنة 2012.
ويكرس المؤتمر مكانته كملتقى يجمع القارات الأربع المطلة على المحيط الأطلسي، طامحا إلى تجديد فهم الديناميات بين ضفتي الأطلسي، وإبراز الدور الاستراتيجي المتنامي لأطلسي الجنوب في النقاشات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.
واستهل الحدث بجلسة أولى تناولت قدرة الديمقراطية على الوفاء بوعودها في عالم يتسم بتحولات عميقة وبفقدان الثقة.
وتتمحور هذه الدورة حول تسع جلسات عامة تسلط الضوء على مواضيع متنوعة، بالإضافة إلى عشرين ورشة عمل في إطار مجموعات صغيرة، مما يوفر إطارا ملائما لنقاشات مستفيضة حول التحولات الأطلسية والتحديات الجديدة التي يواجهها التعاون الدولي.
وتتناول، أيضا، قضايا لم يتم التطرق إليها كثيرا، مثل الدور المتنامي للممرات المائية التجارية العالمية باعتبارها منافع مشتركة استراتيجية للتجارة العالمية، ودورها في الحد من التوترات الجيوسياسية وحماية النظم البيئية البحرية.
وتسعى “الحوارات الأطلسية” إلى تعزيز النقاشات العملية التي تمهد لإجراءات فعلية، وقد نجحت حتى اليوم في بناء مجتمع يضم أكثر من 2000 مشارك يتقاسمون رؤية جديدة لقضايا المحيط الأطلسي والفرص التي يتيحها. وتحرص الجلسات، التي تدار بعناية، على تشجيع تفاعلات صريحة وغير شكلية بين الجمهور والخبراء.
وتم افتتاح المؤتمر بتقديم النسخة الثانية عشرة من تقرير “التيارات الأطلسية” الصادر عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وهو تقرير يحلل منذ عام 2014 أبرز التوجهات التي يعرفها الحوض الأطلسي.
وعلى هامش المؤتمر، ينظم مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد الدورة الثانية عشرة من برنامج القادة الشباب الذي يستفيد منه حوالي أربعين شابا وشابة من المهنيين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاما، والمنحدرين أساسا من دول الفضاء الأطلسي.
(ومع)
