
رفض الهجرة السرية يزيد في إسبانيا
أظهر استطلاع حديث للرأي تزايدا ملحوظا في نسبة المواطنين الذين يؤيدون ترحيل المهاجرين غير النظاميين من إسبانيا والاتحاد الأوروبي؛ إذ بلغت 42%، بزيادة ثلاث نقاط مئوية مقارنة بسنة 2019 حين كانت النسبة لا تتعدى 39%.
الاستطلاع الذي أجرته شركة “تارجت بوينت” لصالح صحيفة “إل دابات” الإسبانية، عبر خلاله 30% من المشاركين عن رفضهم لفكرة إعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، فيما أعرب 27% عن عدم امتلاكهم لرأي واضح في هذا الشأن.
وكشف الاستطلاع عن تباين كبير في المواقف حسب الانتماء الحزبي. فقد تصدر ناخبو حزب “سي أكابو لا فييستا”، الذي يقوده الناشط اليميني المثير للجدل ألفيس بيريز، قائمة المؤيدين لترحيل المهاجرين، بنسبة 87%، تلاهم مؤيدو حزب فوكس اليميني المتطرف بنسبة 76%، ثم 57% من أنصار حزب الشعب.
في المقابل، عبّر 49% من مؤيدي الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني الحاكم عن رفضهم لطرد المهاجرين غير النظاميين، وهي النسبة التي ترتفع إلى 69% في صفوف مؤيدي تحالف سومار اليساري.
ويأتي هذا الاستطلاع في سياق أوروبي مشحون بالنقاش حول الهجرة، وسط تصاعد الخطابات الشعبوية في دول عدة، وتنامي القلق لدى شرائح من المواطنين بشأن تدفقات المهاجرين واللاجئين، لا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها القارة.
وسبق أن كشف المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية وكراهية الأجانب، التابع لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة، في نشرته الشهرية الأخيرة، تصاعدا لافتا في خطابات الكراهية، خصوصا تلك الموجهة ضد سكان شمال إفريقيا. ومن أبرز ما ورد في التقرير، الارتفاع الحاد في نسبة الرسائل العدائية الموجهة ضد الأشخاص المنحدرين من شمال إفريقيا، التي بلغت 81 في المائة من مجموع الخطابات المبلغ عنها في يونيو، بعد أن كانت 69 في المائة في ماي، و57 في المائة فقط في مارس.
يذكر أن التقرير السنوي الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة حول تدفقات الهجرة المختلطة إلى أوروبا برسم سنة 2024، كان قد أظهر أن المغاربة يمثلون 13 في المائة من مجموع المهاجرين الذين وصلوا إلى الأراضي الإسبانية، مع حلولهم ثاني أكبر الجنسيات المهاجرة إلى الجارة الشمالية للمملكة عبر البحر الأبيض المتوسط، بنسبة 27 في المائة خلال الفترة ذاتها التي يغطيها التقرير.