ألمح كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، إلى احتمال التخلي عن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرين أن حركة “حماس” لا تُبدي رغبة حقيقية في التوصل إلى اتفاق، في موقف اعتبره مراقبون مؤشراً على تغير في مسار العملية التفاوضية التي تقودها وساطات إقليمية منذ أسابيع.
وقال نتنياهو في تصريح رسمي إن إسرائيل “تدرس خيارات بديلة” لتحقيق أهدافها المعلنة من الحرب، وعلى رأسها استعادة الرهائن وإنهاء حكم حماس في قطاع غزة. في المقابل، صرح الرئيس الأميركي بأن حماس “لا تريد التوصل إلى اتفاق”، معتبراً أن “الوقت قد حان لإنهاء المهمة”، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية.
وجاءت هذه التصريحات بعد انسحاب الوفدين الإسرائيلي والأميركي من محادثات الدوحة، التي ترعاها قطر ومصر بوساطة أميركية، عقب تسليم حركة حماس ردّها الرسمي على مقترح هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً تتضمن تبادلاً للأسرى وتسهيلات إنسانية. وكان الانسحاب قد قُدّم في البداية على أنه لأغراض التشاور، غير أن مواقف تل أبيب وواشنطن اللاحقة عكست تشدداً متزايداً.
في المقابل، قالت حركة حماس، عبر القيادي باسم نعيم، إن ردها على المقترح كان “بناءً ويمكن أن يشكل أرضية للتوصل إلى اتفاق”، مضيفاً أن الحركة لا تزال منفتحة على المسار التفاوضي إذا توفرت الإرادة اللازمة من الجانب الإسرائيلي.
وفي بيان مشترك صدر يوم الجمعة، أكدت قطر ومصر تحقيق “بعض التقدم” في جولة المفاوضات الأخيرة، ووصفت تعليق المحادثات بأنه “إجراء طبيعي” في مفاوضات معقدة بهذا المستوى، مشددتين على استمرار الجهود نحو التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
ميدانيًا، استمر التصعيد العسكري في القطاع، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 28 فلسطينياً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، من بينهم نازحون وصحفي. كما أفادت السلطات الصحية المحلية بوفاة تسعة أشخاص نتيجة سوء التغذية، وسط تحذيرات منظمات دولية من تفشي المجاعة في مناطق متعددة من القطاع.
في السياق نفسه، قالت الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات حرجة، مشيرة إلى نقص حاد في المواد الغذائية والدواء، وتقييد كبير في وصول المساعدات الإنسانية. في المقابل، حمّلت إسرائيل منظمات الإغاثة الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، مسؤولية سوء توزيع المساعدات، وهو ما نفته الأخيرة.
على الصعيد السياسي، أعلنت فرنسا خلال الساعات الماضية اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة، بينما أكدت كل من بريطانيا وألمانيا أن الاعتراف يجب أن يتم في إطار اتفاق سلام نهائي. من جهته، قلل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أهمية الخطوة الفرنسية، معتبراً أنها “غير مؤثرة”.